أبطال وصناع «ستوكمان»: طورنا فكرة «عدو الشعب» ولم نستنسخها
يفاضل الإنسان بين العديد من الاختيارات، وبعضها يضطره للتخلى عن مبادئه لكسب بعض المنافع الشخصية، لكن الأهم أن كل فرد يتحمل مسئولية اختياراته فى النهاية.
الفكرة السابقة يتناولها العرض المسرحى «ستوكمان»، فالعرض يوظف عناصر متميزة إخراجًا وتمثيلًا وسينوغرافيا، وهو من إنتاج فرقة مسرح الغد بقيادة الفنان سامح مجاهد وبطولة الفنانين ياسر عزت وريم أحمد ومحمد دياب ونائل على، وديكور حمدى عطية وأزياء دينا زهير وإضاءة أبوبكر الشريف وموسيقى رفيق جمال ومخرج منفذ تامر بدير ونائل على وتأليف ميخائيل وجيه ومن إخراج الدكتور أسامة رءوف.
من جهته، تحدث المخرج أسامة رءوف عن أسباب اختياره نص «ستوكمان» للمؤلف الشاب ميخائيل وجيه، قائلًا: «أنا منفتح دائمًا على ما يحدث فى الساحة المسرحية، خصوصًا النصوص التى تفوز فى المسابقات المختلفة وعلى وجه الخصوص جائزة ساويرس فى التأليف المسرحى، والنص حصل على جائزة فى عام ٢٠١٩».
وأضاف: «قرأت النص وتفاعلت معه وتقدمت به لمدير مسرح الغد بالبيت الفنى للمسرح وتحمس للفكرة كثيرًا، والنص تدور فكرته عن تطلعات الإنسان وطموحاته الكبيرة للغاية ولكن فى الرحلة تحدث أشياء كثيرة تعوق هذا الطموح أحيانًا وأشياء أخرى تساعده لتحقيقها».
وتابع: «رسالة العرض المسرحى مفادها أن اختياراتك هى التى سوف تحاسب عليها وهى التى ستصل بك للمنطقة التى ترغب فى الذهاب إليها، واختياراتك كإنسان ليست مجانية أو دون مقابل بل على العكس يدفع الإنسان ضريبة اختياراته».
وتحدث عن «التكنيك» الذى وظفه فى العرض قائلًا: «حاولت العمل على الجانب السحرى الملىء بالدهشة طوال الوقت حتى ينبهر وينجذب المشاهدون وهو تكنيك أقرب للسينما ونحقق ذلك من خلال أدوات وعناصر المسرح من إضاءة وديكور وموسيقى».
وأضاف: «كمخرج سينمائى وعضو نقابة السينمائيين أهتم بالمشهدية وحالة الدهشة والتماهى معها، كما أن كل فريق العمل قدموا الشخصيات باقتدار وبذلوا جهدًا محمودًا وكذلك جميع مفردات العرض المسرحى. فقد صمم الديكور حمدى عطية وهو مصمم لديه حس جمالى وتفهم رؤيتى وتعاون معى واستطاع أن يأخذ أساس الفكرة ويبنى عليها بشكل جيد ومميز».
وقال «رءوف» إن الموسيقار رفيق جمال بذل جهدًا كبيرًا فى تقديم موسيقى حية حتى تتلاءم مع حالة العرض، وصمم الإضاءة الفنان أبوبكر الشريف الذى يمتلك تفاصيل مميزة فى الإضاءة واستطاع أن يحقق تفاصيل الصورة التى حلمت بها بشكل جيد جدًا، ومصممة الملابس دينا زهير قدمت تصميمات مناسبة للشخصيات وحالة العرض.
بدوره، أعرب الفنان ياسر عزت عن سعادته لتقديم عمل فنى مسرحى مميز بهذا الشكل، لافتًا إلى أنه لم يقدم أى أعمال مسرحية منذ عام ٢٠١٩.
وقال: «لم أعتد الابتعاد عن المسرح، لكننى لم أجد العمل المناسب الذى أقدمه وأُعجبت بفكرة (ستوكمان) ووجدت أن فكرة النص مميزة وتحمست للعرض بسبب المخرج أسامة رءوف وهو مخرج مميز ومالك لأدواته؛ وقدمت شخصيتين هما دكتور (ستوكمان) و(قاسم)».
وعن أبرز التحديات التى واجهته، أضاف: «هى تقديم شخصيتين فى نفس الوقت بعيدتين كل البعد عن بعضهما وتركيبتهما مختلفة تمامًا، شخصية دكتور (ستوكمان) هى شخصية محبة للجميع وللآخرين ويهتم بالمصلحة العامة ولديه إيثار، وهذا بعكس شخصية (قاسم) وهو شخصية أنانية ولا ينظر سوى لنفسه ومصالحه الشخصية».
وتابع: «تقديم شخصيتين على المسرح أصعب بكثير من الدراما والسينما؛ لذا اهتممت بالتحضير لكل شخصية بمفردها، ولم أربط الشخصيتين سوى فى البروفات النهائية للعرض، وقرأت نص (عدو الشعب) لإبسن حتى أتعرف على شخصية ستوكمان بشكل دقيق وعميق».
من جهتها، قالت الفنانة ريم أحمد إنها انجذبت لتقديم شخصية «هناء» فى العمل والتى لم تتعامل- خلال الأحداث- على أنها ضحية على الرغم من مرورها بالعديد من الصعوبات والأزمات، حيث ظلت صامدة واستطاعت تحقيق ذاتها، كما أنها اتسمت بالمرح والإقبال على الحياة.
وأضافت: «بدأت التحضير للشخصية خطوة بخطوة، ووجدت تحديًا كبيرًا أمامى، لأن الشخصية بها الكثير من المشاعر الفياضة وهى امرأة مستقلة وحرة وقوية، وسعدت بردود الأفعال عند تقديمى لها».
بدوره، قال الكاتب المسرحى ميخائيل وجيه، إن النص ليس مستلهمًا من «عدو الشعب» وهو قصة جديدة ومختلفة، لافتًا إلى أن شخصية كل من «قاسم» و«ستوكمان» تلتقيان فى بعض الأوقات.
وأضاف: «أخذت قصة (عدوالشعب) وبنيت حولها قصة أخرى تقترب منها فى أوقات وتبتعد عنها فى أوقات أخرى، وأما بالنسبة لاستلهام رواية دكتور جيكل ومستر هايد فما هى إلا إشارة لفكرة أن النفس البشرية بداخلها الخير والشر».
واختتم: «الفكرة الرئيسية التى يدور حولها العرض هو أن الإنسان قد يدعى بعض المبادئ ثم يجدها تهدد مصالحه، فيكون أمام خيارين إما التمسك بمصلحته الشخصية أو التمسك بالمبدأ وبالصورة التى كونها المجتمع عنه».
