رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غسان كنفانى.. قدم الواقع الفلسطينى فى قصصه بلا رومانسية أو شفقة

غسان كنفاني
غسان كنفاني

غسان كنفاني، روائي وقاص وصحفي فلسطيني، رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1972، إثر إنفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، وهو واحد من أبرز رموز أدباء المقاومة في الأدب الفلسطيني.

 

استطاع غسان أن يمزج الحلم الفلسطيني بواقع النضال، كما استطاع أن يحدد هويته بشكل واضح المعالم، الأديب الناقد المناضل، الذي ساهم بشكل واضح في تطوير النظرة إلي دور الأدب وتعامله مع الواقع تأثرا وتأثيرا.

 

لقد استوعب غسان واقعه الفلسطيني منذ استيعابه متبصرا منذ النكبة سنة 1948 حتى استشهاده 1972، وقدم هذا الواقع في قصصه محاولا التخلص من الرومانسية التي اتسمت بها معظم الكتابات السابقة التي تناولت نفس الموضوع.

 

 لم يهتم “كنفاني” بإثارة الحزن أو الشفقة لدي القارئ حين يكتب عن فلسطين لهذا فهو لم ينظر لمشكلة الشعب الفلسطيني علي أنها مشكلة لاجئين . لقد حاول أن يقترب من عالم الفلسطينيين الحقيقي. ورأي قوتهم الكامنة في إيمانهم بقضيتهم، وأحس القوة القاهرة التي تحاول فرض الأمر الواقع عليهم. 

  

ــ غسان كنفاني ومواجهة إنسانية الفلسطينيين

وتذهب الباحثة دكتورة فيحاء عبد الهادي، في كتابه “وعد الغد”، إلي أن غسان كنفاني، كان من أوائل الروائيين العرب الذين بدأوا بمواجهة إنسانية الفلسطيني، وحين يواجه الكاتب إنسانية شخصياته فلا يمكن أبدا أن يقدمهم في شكل مسطح أو عاطفي رخيص.

 

وفي الوقت الذي كان غسان كنفاني مع بعض من الأدباء الفلسطينيين يكشف جوانب الحياة الفلسطينية بواقعية، واضعا يده علي السمات الإيجابية للخروج من هذا ضمن حركة النضال، كان غيره من الكتاب الفلسطينيين يتناولون القضية من زاوية أخري بعيدة عن الواقع مما جعلهم يراوحون بين الدعوة إلي العجز واليأس والإحباط.

 

ــ التجريب الفني في أدب غسان كنفاني

 كنفاني اهتم بالتجريب الفني محاولا أن يطور أدواته الفنية مستفيدا من انجازات الرواية الغربية التقنية، مما جعله يضيف فعلا إلي الرواية الفلسطينية والعربية. 

 

كما نجد لـ غسان كنفاني جهدا رياديا في محاولته تقديم إنسان إسرائيلي كشخصية روائية في روايته “عائد إلي حيفا”.

 

لقد تميز الكاتب أيضا باستطاعته رؤية الوطن في منظوره الطبقي، إنه يري في المصلحة العميقة التي تربط بين الكادحين وبين الثورة ما يفسر اندفاعهم لحمل السلاح قبل غيرهم. إن كتابات غسان كنفاني مع تقدم مسيرته الفنية، تتجه أكثر للانحياز للكادحين من أجل فلسطين وتأكيد ثقته اللامحدودة بإمكاناتهم.