المجاورون لدير القديسة كاترينا.. ماذا تعرف عن قبيلة "الجَبَلِيَة"؟
طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن قبيلة "الجَبَلِيَة"، المجاورون لدير القديسة كاترينا في سيناء.
وقال إنه بعد بناء الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير في عام 330م كنيسة على اسم "العذراء مريم" لرهبان طور سيناء في موقع العليقة المقدسة وأحاطتها بسور وبرجين، بقصد حماية النساك والرهبان من غارات البدو عليهم.
ﺇلا أن السور والبرجيـن تعرضا للأضرار لم يأمن الرهبان على أنفسهم.
في عام 530 م، أرسل رئيس طور سيناء "لونجينوس" وفدًا من الرهبان ﺇلى الإمبراطور يوستنيانوس (٥٢٧- ٥٦٦ م) الذين عرضوا عليه أمور الرهبان وأحوالهم.
فأمر الإمبراطور ببناء سور منيع (حصن) في نفس موقع العُلَيْقَة المقدسة، يضم داخله كنيسة ضخمة أطلق عليها "كاتدرائية التجلي" وكذلك برجي وسور الإمبراطورة هيلانة.
وانتهى العمل من البناء في عام 545، والذي عُرف باسم "دير طور سيناء".
في القرن الثامن أو التاسع الميلادي سُمِّي على اسمها "دير القديسة كاترينا".
وأصبح الدير محل اهتمام وتكريم الشرق والغرب على السواء.
وبعد إتمام بناء الدير، أرسل الإمبراطور يوستنيانوس حامية من 200 رجل مسيحي بعائلاتهم لحماية الدير ورهبانه، مائة من بلاد الفلاخ جهة البحر الأسود (من منطقة رومانيا) ومثلها من روم مصر.
بعد دخول اﻹسلام مصر في عام 640، بقي أفراد حامية الدير الذين أرسلهم الإمبراطور يوستنيانوس محافظين على مسيحيتهم حتى أسلموا على عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، والبعض يرى أنهم أسلموا في عهد السلطان سليم الأول العثماني (1481-1510م).
هؤلاء قد عُرفوا بـ"الجَبَلِيَة" نسبة ﺇلى جبل موسى. وهم يرون في أنفسهم أنهم قبيلة تختلف في نسبها عن قبائل المنطقة.
هؤلاء يعيشون حتى اليوم، في جوار الدير مع نسائهم على بعد مسيرة يوم من الدير، ونسائهم لا يقربن من أماكن الرهبان وأراضيهم وكرومهم ولا يرعوا أغنامهم ﺇلا على بعد مسيرة يوم من الدير أيضًا، وذلك مراعاة لحرمتهم.
والرجال يديرون أعمال بساتين الدير عن الرهبان. ومنهم مَن يخدمون داخل الدير مع الرهبان، والدير يقوم بإعالتهم. كما منهم مَن يقومون بمصاحبة زوار الدير في صعودهم إلى جبل موسى على الجمال.
ما زال أبناء قبيلة "الجَبَلِيَة" يعتبرون أنفسهم حراس وحامين للدير ورهبانه.
وسَمح لهم الرهبان بحمل مفتاح باب الدخول إلى الدير، ويقبل الرهبان أن يؤدون صلواتهم اليومية داخل الدير.