في ذكرى وفاتها.. رحلة كوكو شانيل الشرق "رجاء الجداوي" مع عالم الأزياء
يصادف غدا الموافق 5 يوليو ذكرى وفاة رمز الأناقة وايقونة الموضة الفنانة القديرة الراحلة "رجاء الجداوي"، التي لقبت بالعديد من الألقاب منها "كوكو شانيل الشرق"، و"رمز الأناقة"، و"أيقونة الموضة في العصر الحديث" و"مانيكان السينما المصرية".
وفي هذا التقرير يستعرض الدستور رحلة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي في عالم الأناقة ومدرجات الموضة.
"نجاة علي حسن الجداوي" ولدت في 6 سبتمبر عام 1938، في مدينة الإسماعيلية، لاب كان يعمل تاجر وام ربة منزل، وكانت تنعم بحياة هادئة حتى تم الانفصال بين والدها ووالدتها وهي بعمر ال ٣ سنوات، لتبدأ فصل جديد من حياتها مع أخيها الأكبر منها بخمسة أعوام في مدينة القاهرة الساحرة عند خالتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي اعتبرتهم اولادها بسبب عدم قدرتها على الإنجاب وتولت جميع شؤونهما.
قامت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا بإلحاق ابنة اختها بمدارس الراهبات الفرانسيسكان في مصر الجديدة، لتتعلم 4 لغات غير اللغة العربية وهم اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية واللغة الإيطالية واللغة الالمانية، وظلت رجاء تعيش مع خالتها حتى بلغت الـ14 عاما، ثم قررت أن تقف بجانب والدتها وتترك كاريوكا وتعود إلى مدينة الإسماعيلية بعد قرار الرئيس الأسبق عبد الناصر بتأميم قناة السويس الذي أفقد والدتها مصدر رزقها من تشغيل مراكب صيد خاصة بجدها لتقوم رجاء بالعمل وهي بنت الـ15 ربيعا في قسم الترجمة الفورية في إحدى الشركات الإعلانية الكبرى.
خطواتها على مدرجات الموضة:
قدمت رجاء في مسابقة ملكة جمال القطن المصري التي أقيمت عام ١٩٥٨، تلك المسابقة التي لم تكن كباقي مسابقات ملكات الجمال إنما كان التنافس في تلك المسابقة بقدر الثقافة والإعلام بالمعلومات العامة وتحدث اللغات المختلفة، وكانت الفتاة الحاصلة على اللقب تسافر وتشترك لتمثل انتاج القطن المصري في العديد من الدول، وبالفعل فازت في تلك المسابقة التي أبهرت فيها لجنة التحكيم، وظلت تشترك في كل المسابقات المماثلة حتى اشتهرت في عالم الازياء وكانت أشهر عارضة أزياء عام 1961، وتدربت على يد المدرب العالمي "كلوفاس"، ومدام "صالحة أفلاطون"، التى علمتها السير بشكل احترافى على منصات الأزياء أمام الجمهور.
في تلك الفترة لم يكن عالم الأزياء والموضة رفاهية إنما كان من مصادر الدخل القومي لمصر، وتم اختيار رجاء الجداوي لتسافر لتمثيل مصر فى العديد من المحافل الدولية، ولتقوم بتسويق الملابس المصنعة من القطن المصرى، التى كانت من تصميم أشهر مصممين الأزياء المصريين "فوزى أندوراس"، ومدام "عزيزة قاصين" بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يقتصر تمثيل مصر فى عروض الأزياء الدولية على المصريات، بعد أن كان الهنود والايطاليين والفرنسيين هم من كانوا يقومون بالمشاركة في المسابقات بإسم مصر وتمثيلها في المسابقات العالمية.
وبعد أن فازت في العديد من المسابقات العالمية التي كانت خاصة بالموضة والأناقة قام الرئيس الراحل عبد الناصر بتكليفها بإعداد عدد من عارضات الأزياء المصريات، وكانت البداية عام 1969، وقامت هي وفريقها من عارضين الأزياء بتمثيل مصر في الخارج، وبأزياء مصرية خالصة سواء في الصنع او التصميمات.
إطلالات العروسة الدائمة:
تميزت الراحلة رجاء الجداوي بإطلالتها الكلاسيكية الجذابة، التي كانت معظمها من التاييرات و الجيبات الطويلة التى تصل الى تحت الركبة اوالفساتين الحريرية و المصنوعة من قماش الكريب او القماش التول، حتى اصبحت رمز لعارضة الأزياء المحتشمة التي تحب التصميمات الهادئة ما جعل النقاد يطلقون عليها لقب العروسة الدائمة بسبب ارتدائها اكثر من 5 الاف فستان زفاف خلال عملها في عالم الأزياء.
وشاح سمراء القاهرة البداية:
حصلت الراحلة رجاء الجداوي على وشاح "سمراء القاهرة" في كرنفال حديقة الأندلس ثم حصلت على جائزة "ملكة جمال حوض البحر المتوسط"، و فازت بلقب ملكة جمال القطر المصري ثم حازت على جائزة ملكة القطن المصري في مسابقة ثقافية باعتباره أشهر المنتجات المصرية التي كان يتم تصديرها في الخمسينيات.
وفاتها:
رحلت "كوكو شانيل الشرق" كما لقيدبها خبراء الموضة، رجاء الجداوي عن عالمنا، فى يوم 5 يوليو عام 2020 على إثر مضاعفات إصابتها بوباء فيروس كورونا المستجد وبقائعا في المستشفى لمدة 45 يوما ولكنها لم تستطع المقاومة عن عمر ناهز الـ85 عاما.