هكذا مارس العرب طقوس الحج قبل الإسلام .. شعائر الصفا والمروة
من بين مناسك شعيرة الحج والتي يمارسها حجاج بيت الله الحرام، السعي بين الصفا والمروة، ولقد ارتبط هذا المنسك بشعيرة كان يمارسها العرب في حجيجهم قبل الدعوة الإسلامية.
وهو ما يثبته الباحث شوقي عبد الحكيم، في كتابه “موسوعة الفولكلور والأساطير العربية”، حيث يذهب “عبد الحكيم” إلى أن: العرب قبل الإسلام عاشوا تحت طائلة المظلة الأسطورية الآرية للهند وفارس ــ المحيط الهندي والبحر الأحمر ــ فعبدوا مظاهر الطبيعة الصحراوية في مجملها، والديانات الطوطمية، كعبادة الأحجار والأشجار.
ــ إساف ونائلة وشعائر “الصفا والمروة”
قال الباحث شوقي عبد الحكيم: “يمكن للحاج أن يتلمس بقايا شعائر هذين الإلهين الجاهليين، متداخلة مع طقوس الجري والرجم عبر تلال الصفا والمروة، وهما صخرتان ضخمتان بمنطقة لحف بجبال ابن قبيس المشرفة علي مكة، كما يبدو أن إساف ونائلة كانا إلهين للحب، وشعائر تقديس الجنس التي كانت سائدة لدي مجمل كياناتنا العربية بل السامية عامة”.
وأضاف “عبد الحكيم”: “تتفق معظم المصادر الكلاسيكية العربية ــ مثل ابن الكلبي ــ على الربط بين ما يتواتر من خرافات ومأثورات إساف ونائلة، وجور قبائل جرهم وهم من القبائل العربية البائدة أو المندثرة”.
وتابع: “عندما استخفت قبائل جرهم بحق البيت الحرام، ارتكبوا فيه أمورا عظاما، وأحدثوا فيه أحداثا قبيحة، وذلك أن البيت يومئذ كان لا سقف عليه، وكان له خزانة، هي بئر داخله، تلقي فيه الحلي والمتاع الذي يهدي إليه، فتواعد عليه خمسة من جرهم أن يسرقوا كل ما فيه، فقام علي كل زاوية من البيت رجل منهم، واقتحم الخامس، فجعل الله أعلاه أسفله، وسقط منكسا فهلك، وفر الأربعة الآخرون”.
ــ مسخ إساف ونائلة لحجرين
ويمضي شوقي عبد الحكيم في حديثه قائلا: “كما أن الفتي إساف وصاحبته نائلة دخلا البيت ففجرا فيه، فمسخا حجرين، ثم أخرجا من الكعبة، ونصبا ليعتبر بهما من رآهما، ويزدجر عن مثل ما ارتكبا، فلم يزل الأمر يدرس ويتقادم حتي نسي الناس حديثهما، وصار يتمسح بهما كل من وقف على الصفا والمروة، ولم يلبثا أن أصبحا وثنيين يعبدان”.
واختتم: “لعل إساف ونائلة اللذين تحولا إلي وثنيين أو حجرين، أو شاهدين علي مراحل التحولات التي عادة ما يستشهد بها، سواء أجاءت هذه التحولات، اجتماعية، أو شعائرية، أو جنسية، من حيث النظر إليها، وممارستها من إطار التحريم والمحرمات التابو”.