فترة نقاهة.. قراءات المثقفين خلال الإجازة: أعمال «أديب نوبل».. مذكرات الأدباء.. والإصدارات الحديثة
تأتى إجازة العيد، كفرصة ومنحة لشحن الطاقة وتجديد الذهن، قبل العودة إلى العمل من جديد، بينما يراها المثقفون فترة نقاهة ومساحة للقراءة والتجول بين أمهات الكتب، وإعادة قراءة الأعمال المهمة.
أجرت «الدستور» استطلاعًا لدى عدد من المثقفين والكتاب والأكاديميين، حول أبرز قراءاتهم خلال إجازة العيد، التى تمحورت حول عدد من الكتب القديمة فى فروع المعرفة المختلفة، وبين الإصدارات الحديثة لمؤلفين معاصرين.
خيرى حسن: «الحرافيش» و«أرخص ليالى» و«إنجى أفلاطون»
قال الكاتب خيرى حسن إنه وضع خطة للقراءة خلال أيام عيد الأضحى تتضمن إعادة قراءة رواية «الحرافيش» للأديب الراحل نجيب محفوظ، والمجموعة القصصية «أرخص ليالى» للكاتب يوسف إدريس، وكتاب «شخصيات لها العجب» للكاتب الصحفى صلاح عيسى، الذى يستعرض عدة ملامح من التاريخ الحديث.
وأشار إلى أنه فكر فى هذه القراءات خلال العيد، لأنه اعتاد قراءة أعمال الشخصيات الفكرية كمحمود عوض وصلاح عيسى، ومن الشعراء عبدالرحمن الأبنودى، أو محمود درويش، أو أحمد فؤاد نجم.
وبيّن أنه ينوى أيضًا قراءة مذكرات «إنجى أفلاطون»، ومذكرات بنت الشاطئ عائشة عبدالرحمن بعنوان «على الجسر بين الحياة والموت»، مضيفًا أن سبب اختياره لهما أنه يكتب عملًا يتعلق بهما.
نهلة كرم: أعيد «نساء يركضن مع الذئاب»
أكدت الكاتبة نهلة كرم أنها تخطط لإعادة قراءة عدد من الأعمال المفضلة لديها، إذ تعانى منذ فترة من التشتت، وقررت قراءة أعمال تثق فى جودتها.
وذكرت أن من بين هذه الأعمال روايات وقصص لأديب نوبل نجيب محفوظ، وأليس مونرو بشكل عام، فضلًا عن رواية «الدفتر الكبير» لأغوتا كريستوف، وإعادة قراءة فصول من كتاب «نساء يركضن مع الذئاب».
السيد نجم: البحث فى الوثائق لكتابة رواية عن حرب أكتوبر
كشف الكاتب السيد نجم عن أنه يكتب حاليًا رواية طويلة عن حرب أكتوبر، يحكى فيها تجربته مع الحرب وذكريات حياته، وسيستغل فترة العيد لإعادة قراءة الوثائق التى يستعين بها خلال كتابة العمل.
وقال إنه سبق وكتب عن تلك التجربة التى شارك فيها مجندًا لمدة أربع سنوات أو أزيد قليلًا، مجموعة قصصية بعنوان «أوراق مقاتل قديم»، ورواية «السمان يهاجر شرقًا»، ومجموعة قصصية بعنوان «عودة العجوز ﺇلى البحر».
وأضاف: «كنت دومًا وعلى غير عمد، أرصد شخصية ممن شاركوا فى المعارك ضمن أغلب رواياتى الأخرى التى تبلغ ١٢ رواية، فضلًا عن كتابة ٨ كتب فى تنظير أدب التجربة الحربية والمقاومة».
وتابع: «قررت كتابة رواية جديدة، مع العلم أن أدب التجربة الحربية الذى سبق ونُشر، ينقسم إلى ٣ مراحل ما قبل المعارك وأثناء المعارك وما بعد المعارك»، مكملًا: «روايتى الجديدة ضمن مرحلة ما بعد المعارك».
وقال: «تتضمن الكثير من الوثائق التسجيلية التى عبرت عن ملامح تلك المرحلة، مثل الأغانى والقصائد الشعرية، وغيرهما، وهو ما يجعلنى ما بين الحين والحين، أتوقف لمراجعة ما سجل من وثائق والبحث عن أصولها وحفظها حتى يجىء وقت توظيفها فى النص الجديد».
وتابع: «بناءً على ما سبق أنتهز فرصة العيد، حيث الرغبة فى الراحة من مشقة الكتابة الإبداعية، لأتابع البحث عن الوثائق التى يمكن توظيفها، وهى أقل مشقة، كى نمارس طقوس العيد المحببة».
نورا ناجى: «السرعة القصوى صفر» و«فيزياء الحزن»
أوضحت الكاتبة نورا ناجى أنها وضعت خطة لقراءات عيد الأضحى المبارك، وبدايتها ستكون مع رواية «السرعة القصوى صفر» للكاتب أشرف العشماوى، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
وأضافت: «سأقرأ أيضًا رواية (فيزياء الحزن) للكاتب البلغارى جيورجى جوسبودينوف، بجانب كتاب (براءة جذرية)، من تأليف الباحث إيهاب حسن، الصادر عن المركز القومى للترجمة، وهو يعد آخر ترجمات شيخ المترجمين الراحل السيد إمام، وأقرأ منه يوميًا عدة صفحات نظرًا لدسامته.
إيهاب الملاح: «هناك حيث ينتهى النهر» على رأس الترشيحات
أكد الكاتب والناقد الأدبى إيهاب الملاح أنه ربما تتاح له فرصة للعودة مرة أخرى لقراءة الكتب والروايات التى انقطع عنها لمدة تزيد على العام، لانشغالات بحثية وأكاديمية وفى أعمال خاصة به من كتب ومؤلفات متنوعة.
وأوضح أن البداية ستكون مع قراءة روايات سمع عنها بشكل جيد، وتحمس لقراءتها من ترشيحات بعض الأصدقاء الذين يثق فى ذائقتهم الأدبية، منها رواية «عهد دميانة» لأسامة الشاذلى، ورواية «هناك حيث ينتهى النهر» لمريم عبدالعزيز، الصادرة عن دار الكتب خان بالقاهرة، التى قرأ عنها تعليقًا متميزًا من الكاتب محمد عبدالنبى، الذى يثق فى اختياراته.
وأضاف: «من الكتب التى ربما تكون ضمن قراءاتى أيضًا خلال الفترة المقبلة طبعة جديدة دقيقة من كتاب (سبع خواجات: سير رواد الصناعة الأجانب فى مصر) للباحث والمترجم مصطفى عبيد».
وقال: «الكتاب منذ ظهوره فى طبعته الأولى قبل عدة سنوات، أثار اهتمامًا كبيرًا من المهتمين بتاريخ حركة الصناعة فى مصر عمومًا، وتاريخ مصر الاجتماعى والاقتصادى خصوصًا، وأظن أنه حظى باهتمام الكثير من المؤرخين والمفكرين، واستضافته عدة جهات ومؤسسات ثقافية لمناقشته والحديث عنه».
مصطفى النشار: أقرأ الفلسفة الشرقية لـ«غلاب»
أشار الدكتور مصطفى النشار، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية، إلى أنه يعيد، فى إجازة العيد، قراءة مؤلفات الدكتور محمد غلاب، أحد أوائل أساتذة الفلسفة بجامعة الأزهر الشريف فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، خاصة مناقشته الفلسفة الشرقية القديمة، وعرضه المعجزة اليونانية فى نشأة الفلسفة لأول مرة باللغة العربية.
وأضاف: «أعكف أيضًا على قراءة كتاب (الفلسفة الإسلامية فى المغرب)، وأيضًا (المذاهب الفلسفية العظمى فى العصور الحديثة)، وهى كتب أسست للدرس الفلسفى المصرى الحديث، وغير مسبوقة فى مجالها».
مدحت صفوت: ألعب بـ«مهارات بولتون» وروايات مريم عبدالعزيز
اعتبر الكاتب والناقد مدحت صفوت، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية فى الدراسات الأدبية والنقدية، أن فترة الأعياد تعد فسحة من القراءة المستمرة طوال العام، موضحًا أنه اعتاد على ذلك منذ سنوات.
وقال: «عادة لا أقرأ فى العيد، لكن منذ سنوات يتصادف حلول العيد وأنا ملتزم بالانتهاء من قراءة إصدارات بعينها، وفى هذا العيد لدىّ عملان أقرأ فيهما، لسببين متباينين، اﻷول عملى، وهو كتاب (people skills) لروبرت بولتون، والثانى للاستمتاع والتسلية، وهو رواية (هناك حيث ينتهى النهر)، للروائية الشابة مريم عبدالعزيز».
وأشار إلى أن الرواية تعد مناسبة لوقت العيد، كما أنها تشير إلى إمكانات ساردة قوية، متمكنة من حبكتها، قابضة على أدوات حكيها، وقادرة على نسج صورة كلية، وناجحة فى خلق حدوتة جديدة من تيمة متداولة فى السرد، وهى «رحلة البحث عن شىء ما».
وأضاف: «اخترت هذه الرواية تحديدًا ﻷنها فى قلب المأساة، والحظوظ البائسة تذكرنا بعلامات ارتبطت فى مخيلتى بالأعياد، مثل السفر والبحر، والمقابر التى كانت زيارتها جزءًا من طقوس العيد، حتى إننى أتذكر دائمًا مقولة الشاعر المصرى عبدالرحمن اﻷبنودى: (بغنى ما أعرف مغنى ولاّ عديد.. زى افتكار الميتين فى العيد)، وهى لعبة سردية تغرينى باللعب معها، وهو ما أحاول أن أنفذه بقراءتها فى إجازة اﻷعياد، ليمكننى القول إننى ألعب بـ(مهارات بولتون).. (هناك حيث ينتهى النهر)».
حسين حمودة: «طفولتى حتى الآن» ثم «سلالة السنديان»
أشار الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة، إلى أنه يقرأ فى هذه الأيام رواية للكاتب إبراهيم نصر الله، عنوانها «طفولتى حتى الآن»، على أن يبدأ بعدها فى قراءة السيرة الذاتية التى كتبها الدكتور إبراهيم السعافين بعنوان «سلالة السنديان».
وأضاف: «هناك أيضًا أعمال أكاديمية من المقرر أن أقرأها خلال الأسابيع المقبلة، منها رسالتان جامعيتان، إحداهما حول (الجملة الاعتراضية فى روايات رضوى عاشور- دراسة تركيبية دلالية)، والأخرى حول روايات على أحمد باكثير، والأولى أنا مشارك فى الإشراف عليها والثانية أشارك فى مناقشتها».
محمود مطر: أستمتع بإعادة قراءة «زقاق المدق»
اختار الكاتب محمود مطر لقراءاته فى فترة العيد أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ، وقال: «فى مواسم الأعياد والإجازات أحب دائمًا أن أقرأ لعميد الرواية العربية وكبير مبدعيها».
وأضاف: «أغلب إبداع الأستاذ قرأته سابقًا، لكننى أعيد قراءة الكثير منه بنفس شغف القراءة الأولى، وفى إجازة هذا العيد سأعيد قراءة (زقاق المدق)، التى قرأتها أيام الجامعة فى النصف الثانى من الثمانينيات، كما أعدت فى عيد الفطر الماضى قراءة (الحرافيش)».
وأوضح أن «القراءة لأديب نوبل متعة حقيقية وشغف ورحلة ممتعة من التشويق بحثًا عن مصائر الأبطال فى النهاية، كما أنها تنطوى أيضًا على أبعاد فلسفية عظيمة، وفيها تتجلى صراعات النفس البشرية وتنكشف أسرارها ومغاليقها، وهى متعة مفيدة لى كقارئ وكاتب أيضًا».
أشرف العشماوى: مذكرات سفير روسى عن حرب 73
قال الكاتب أشرف العشماوى إنه يقرأ حاليًا كتاب «مذكرات السفير الروسى فلاديمير فى القاهرة من سنة ١٩٧٠ وحتى ١٩٧٤»، مؤكدًا أن شغفه بقراءة هذه النوعية من الكتب يأتى من منطلق رصدها شبه الحقيقى للأحداث، مع كونها نوعًا من التطهر والتخفف من معلومات كانت سرية فى وقتها، لكن لها أهمية كبرى فى فهم الشخصيات المختلفة.
وأوضح أن الكتاب يشرح تفاصيل حول شخصية الرئيس أنور السادات من وجهة نظر روسية، فى مرحلة دقيقة للغاية من عمر مصر، وهى مرحلة موت الرئيس جمال عبدالناصر، وصراع مراكز القوى وطرد الخبراء السوفيت ثم حرب أكتوبر.
وأضاف: «أقرأ أيضًا مسودة رواية لصديق، وهى أول عمل له، وأنا متحمس جدًا لكتابته رغم كسله، مع تحفيزى له أيضًا كى ينشر الرواية».