ما حكم زيارة القبور في العيد؟.. أستاذ أصول فقه يُجيب
تُعد زيارة القبور من العادات التي يحرص عليها عدد كبير من المصريين بهدف الدُعاء والرجاء بالمغفرة والرحمة للمتوفى، خاصة في أيام العيد، فهل ورد ما ينص على سنة زيارة المقابر في الأعياد أو وجوبها؟. هذا ما توضحه «الدستور» عبر التقرير التالي:
يقول الدكتور محمد عبد الواحد أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، إنَّه ليس لزيارة القبور في الأعياد أصل في الكتاب والسنة النبوية، وإنَّما هي عادة يحرص عليها عدد كبير من المصريين، موضحًا أن زيارة القبور ليست مرتبطة بمناسبات أو أيام بعينها.
وأضاف عبد الواحد في تصريحات لـ«الدستور» أن تخصيص زيارة المقابر في أيام العيد أو يوم الجمعة أو في أيام مخصوصة ليس له أصل، مُشيرًا إلى أنَّ السنة أباحت زيارتها في كل الأوقات ويُستحب أن تكون ولكن السنة أن يزوروا القبور دائمًا بين وقت وآخر على حسب التيسير، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة».
وأوضح أستاذ أصول الفقه أنَّه لابد على المؤمن أن يتحرى الأوقات التي يحصل له فيها فرصة؛ لأن الإنسان قد تشغله المشاغل، فإذا تيسر له فرصة في الجمعة، أو في يوم العيد، أو في غير ذلك؛ فعل ذلك، زار القبور، وسلم عليها.
وأكد على أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يزورها ويدعو لأهلها، فلا فرق بين يوم العيد، أو الجمعة، أو الخميس، أو غير ذلك.
أما بالنسبة للنساء، فقد اختلف أهل العلم في زيارة القبور للنساء، فذهب الجمهور إلى الكراهة واحتجوا بأدلة منها حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت الأنصاري جميعا، التي تثبت أن- عليه الصلاة والسلام- لعن زائرات القبور، فليس لهن زيارة، لكن يصلين على الميت في المساجد، في المصلى، لا بأس، يصلين مع الرجال على الموتى لا بأس، أما زيارة القبور فقد زجرهن عن ذلك -عليه الصلاة والسلام- ولعن زائرات القبور.
والحكمة في ذلك حسبما أنَّ النساء فيهن رقة قلب وكثرة جزع وقلة احتمال للمصائب، وهذا مظنه لبكائهن ورفع أصواتهن.