تأليف "أوبرا عايدة" منها.. كيف شهدت الموسيقى "طفرة" فى عصر أسرة محمد على؟
اهتم المصريون بالموسيقى على مر العصور، فكانت حاضرة دائمًا في احتفالاتهم ومآتمهم وحتى في حياتهم اليومية، وظلت الموسيقى تقدم بشكلها المعتاد في المناسبات حتى جاءت أسرة محمد على باشا، وأحدثت طفرة موسيقية، غير مسبوقة.
وفي السطور التالية، نستعرض كيف تطورت الموسيقى في عصر أسرة محمد علي باشا؟
بدأت النهضة الموسيقية في عصر محمد علي باشا (١٨٠٥-١٨٤٨م)، كما اهتم بالتعليم بدرجة لم يسبقه أحد ممن حكموا مصر في العصر الحديث، حيث أدرك مبكرًا أن شعوب أوروبا وأي شعب في العالم لا ينهض إلا بالتعليم .
في عهد الخديو اسماعيل
ومن ثم تطورت "الموسيقى" في عهد الخديوي إسماعيل فبدأ الموسيقيون يفيقون من خمول السلطنة العثمانية ليصبحوا رواد التجديد، وبمناسبة افتتاح قناة السويس سنة ١٨٦٩م أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء دار الأوبرا المصرية، ووكل الموسيقار الإيطالي "فيردي" بتأليف أوبرا عايدة.
ووفقًا لـ متحف المركبات الملكية، اهتم المصريون بالموسيقى وجاء إليها النازحون من الشام وتركيا، وارتقت موسيقى القصر بألحان مصرية، سورية وتركية، وكان البلاط يدعو موسيقيين من تركيا لإقامة الحفلات، كما أبدع في تلك الأيام عدد من الموسيقيين المصريين مثل عبده الحامولى الذى دعاه الخديوي إسماعيل للغناء بالقصر.
وفي بداية القرن العشرين، رأت شركة الأسطوانات الأوروبية فرصة لدخول السوق المصرية، وتعاقدت شركتي "أوديون وبيضافون" عام ١٩٠٥م مع موسيقيين مثل سلامة حجازي.
في عهد الملك أحمد فؤاد الأول
أيضًا أولى الملك أحمد فؤاد الأول، اهتمامًا بنادي الموسيقى العربية من خلال نشر الموسيقى العربية، وتوافر حفلاتها خوفًا عليها من غزو الموسيقى الغربية كما رغب في نشيد وطني مصري بلحن شرقي واختير لحن أمير الشعراء أحمد شوقي.
ويذكر المؤرخون، أن الأميرة فوزية ابنة الملك أحمد فؤاد الأول، كانت عاشقة للموسيقى الكلاسيكية وتحب العزف على البيانو، وعن قصتها في عالم الموسيقى، يعرض متحف المركبات الملكية التابع لوزارة السياحة والآثار، "الجرامافون" الخاص بالأميرة فوزية، في قاعة كبار الزوار والذي يعود لأوائل القرن الماضي ويعمل هذا الجرامافون بالزنبرك ولا يزال يحتفظ بحالته ويعمل حتى الآن، وينبهر به الكثير من زائري المتحف حتى اليوم.