الحل أم الهيكلة.. مصير غامض ينتظر "فاجنر" بعد تمرد بريجوجين
أكد تقرير أمريكي أن تمرد مجموعة فاجنر (Wagner) العسكرية الخاصة في روسيا بقيادة يفجيني بريجوجين ضد كبار الضباط العسكريين الروس تسبب في قلب المعادلات السياسية والعسكرية في روسيا، وألحق ضررًا بالرئيس فلاديمير بوتين.
وبحسب تقرير للإذاعة الأمريكية "إن بي آر" (npr) بدا المزاج العام في روسيا أكثر هدوءًا أمس الأحد، بعد يوم من توقف تقدم مجموعة فاجنر نحو العاصمة موسكو وتجنب مواجهة محتملة مع الجيش الروسي، عقب تراجع بريجوجين ورفضه إراقة الدماء.
وبحسب التقرير الأمريكي كان بريجوجين، الملقب بـ"طباخ بوتين"، من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك كانت مجموعة فاجنر جزءًا مهمًا من العمليات الروسية في أوكرانيا وأجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
مستقبل فاجنر بعد تمرد بريجوجين
ولن يواجه بريجوجين اتهامات بالتمرد، وفقًا للكرملين، لكن بوتين وصفه بأنه "خائن"، وقال الكرملين إنه سيتوجه إلى بيلاروسيا المجاورة، كذلك ليس من الواضح ما إذا كان سيتم حل مجموعة فاجنر، وما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الخطوة في أوكرانيا ومناطق الصراع الأخرى حيث يعمل مرتزقة فاجنر، بحسب التقرير.
وكشف التقرير الأمريكي عن أن التمرد سبقه عداء بين مجموعة فاجنر ومسئولي الدفاع الروس، فقبل وقت طويل من عطلة نهاية الأسبوع الماضي انخرطت مجموعة فاجنر ووزارة الدفاع الروسية في حرب كلامية.
واتهم بريجوجين كبار ضباط الجيش الروسي بإفساد المجهود الحربي في أوكرانيا، وادّعى أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو وآخرين حجبوا الذخيرة عن مقاتلي فاجنر، كذلك في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن شويجو أن أعضاء الشركات العسكرية الخاصة، بما في ذلك مجموعة فاجنر، سيُطلب منهم توقيع عقود مع الجيش بحلول 1 يوليو المقبل، الأمر الذي رفضه بريجوجين.
وقال ديمتري ألبيروفيتش، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة مركز أبحاث "Silverado Policy Accelerator"، لـ"NPR"، إن أمر وزير الدفاع الروسي ربما حفز بريجوجين على تنظيم المسيرة إلى موسكو.
وأوضح ألبيروفيتش أن بريجوجين قال إنه لن ينفذ أوامر وزير الدفاع، ومع اقتراب الأول من يوليو، كان يائسًا وحاول التفكير في طرق لإيقاف هذا الأمر.
ورأى خبراء روس آخرون في مناورة بريجوجين محاولة لكسب المزيد من الموارد لمقاتليه وزيادة نفوذه على الاستراتيجية العسكرية في أوكرانيا.
تداعيات تمرد فاجنر على بوتين
وأوضح أندرو فايس، نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي لـ"NPR"، أن هذا التمرد أصاب القيادة الروسية بعدم التوازن فهي لم تتوقع أن يتحدى أي شخص سلطة بوتين بهذا الشكل، لكن لم يكن الهدف الأساسي الإطاحة بالنظام الروسي بل كان كسب المزيد من المكانة والسلطة لبريجوجين نفسه.
وكشف التقرير الأمريكي أنه بعد هذا التمرد أصبح مصير مجموعة فاجنر غير مؤكد، لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا قادرة على حل مجموعة فاجنر، فقد ساعدتها على تحقيق مكاسب في حربها ضد أوكرانيا، حيث كانت مسئولة عن الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية المهمة الشهر الماضي.
ويقول آخرون إن مجموعة فاجنر تمنح بوتين والمسئولين الآخرين إنكار الانتهاكات التي قد تحدث، كما أن غض الطرف عن الخسائر التي تكبدها المرتزقة يسمح لروسيا بإخفاء التكاليف الحقيقية للحرب.
وقال فايس إن بوتين خلق "القليل من وحش فرانكشتاين لنفسه" في مجموعة فاجنر، التي تعمل كقوة قتالية لصالح الدولة الروسية ولكن مع استقلال ذاتي أكثر من الجيش.
وأكد فايس أنه "لا توجد طريقة سهلة لفلاديمير بوتين لتفكيك أو تسريح وحدات فاجنر"، لذا التحدي سيكون دائمًا هل سيعملون وينسقون مع القيادة العسكرية الروسية في السعي لتحقيق أهداف بوتين العسكرية في أوكرانيا أم لا؟
وأشار فايس إلى أن مجموعة فاجنر يمكن أن تستمر في لعب دور رئيسي في الحرب في أوكرانيا، حيث شن المرتزقة عمليات هجومية ضد القوات العسكرية الأوكرانية.
فيما أشار ألبيروفيتش إلى أنه كان هناك "تأثير ضئيل" على الحرب في أوكرانيا في أعقاب مسيرة فاجنر إلى موسكو، وأشار إلى أن بريجوجين نفسه قال إن العمليات ستستمر على الرغم من خلافه مع وزارة الدفاع الروسية.
وألبيروفيتش شدد على أن هذه الملحمة لم تنته بعد، فقد تركت بوتين ضعيفًا في الرد على التمرد الفاشل، كذلك لم يصدر بريجوجين أي تعليقات حتى الآن منذ إعلان الكرملين ذهابه إلى بيلاروسيا.