رئيس وزراء الهند يبدأ زيارة رسمية إلى القاهرة.. غدًا
يبدأ رئيس وزراء الهند ناريندا مودي، غدًا السبت، زيارة رسمية إلى القاهرة بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تأتي في ضوء ما تشهده العلاقات بين القاهرة ونيودلهي من طفرة غير مسبوقة على كل الأصعدة منذ تولي الرئيس السيسي قيادة البلاد.
وتعد زيارة رئيس وزراء الهند، التي تستغرق يومين، هي الأولى من نوعها إلى مصر منذ توليه مهام منصبه في عام 2014، حيث من المقرر أن يعقد مودي، خلال الزيارة، سلسلة من اللقاءات مع عدد من كبار المسئولين المصريين، كما يلتقي مع أبناء الجالية الهندية بالقاهرة.
وعبرت العلاقات المصرية الهندية، مع بداية العام الجاري، إلى مرحلة جديدة انتقلت معها من روابط تاريخية وعلاقات دبلوماسية تعود لأكثر من 75 عامًا إلى "شراكة استراتيجية" بين اثنتين من أقدم الحضارات في العالم، وهي شراكة استراتيجية أعلن الجانبان عنها خلال الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلى نيودلهي، حيث حل ضيفًا رئيسيًا في الاحتفالات بيوم الجمهورية في السادس والعشرين من شهر يناير الماضي بدعوة من رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
وقبل أيام من زيارته لمصر، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن تحمسه للقيام بزيارة دولة إلى مصر هذا البلد الصديق لأول مرة، قائلًا: "إنه كان من دواعي سرورنا استقبال الرئيس السيسي كضيف رئيسي في احتفالاتنا بعيد الجمهورية هذا العام".
وأضاف: "وتعكس هاتان الزيارتان، اللتان لا يفصل بينهما سوى بضعة أشهر، شراكتنا السريعة التطور مع مصر، وهي الشراكة التي تمت ترقيتها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" خلال زيارة الرئيس السيسي".
وأعرب مودي عن تطلعه لإجراء محادثات مع الرئيس السيسي وكبار المسئولين بالحكومة المصرية لإعطاء المزيد من الزخم لشراكتنا الحضارية والمتعددة الأوجه، كما ستتاح له الفرصة أيضًا للتفاعل مع الجالية الهندية النشطة في مصر.
زخم في العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهى أسهمت فيه الزيارتان اللتان قام بهما الرئيس عبدالفتاح السيسي للهند في أكتوبر 2015 وفي سبتمبر 2016، فالعلاقات القوية الراسخة التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ بين البلدين تتعزز يومًا بعد يوم، لتعكس الإرادة السياسية للجانبين، لتعميقها من خلال الزيارات المتبادلة على كل المستويات التي زادت وتيرتها، خاصة منذ العام الماضي 2022، حيث قام وزيرا الخارجية والدفاع الهنديين بزيارة إلى القاهرة، كما شارك وفد رفيع المستوى في فعاليات مؤتمر المناخ الذي عقد في نوفمبر الماضي بشرم الشيخ.
وعكست زيارة وزير خارجية الهند الدكتور سوبرامانيام جايشاكنار في أكتوبر الماضي عمق التعاون الذي يربط بين البلدين في شتى المجالات، حيث جاءت في مرحلة مهمة من تطوير العلاقات الذي يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات والتنسيق المشترك بين البلدين، أكد عليه وزير الخارجية سامح شكري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الهندي خلال الزيارة، حيث أشار إلى أن الفترة القليلة الماضية شهدت زيارة وزير الدفاع الهندي إلى مصر وانعقاد اجتماع مجلس الأعمال المصري الهندي، بالإضافة إلى المباحثات التي عقدها الوزير مع نظيره الهندي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وأوضح شكري أن الهند حققت خلال الفترة الماضية إنجازات تنموية في نفس الوقت الذي حققت فيه مصر، كذلك خلال السنوات الماضية إنجازات ملموسة تتعلق بالاستقرار والارتقاء بمستوى المعيشة بما في ذلك في إطار مبادرة "حياة كريمة".
وفي إطار الروابط القوية بين البلدين الصديقين، قام وزير الخارجية سامح شكري خلال شهر مارس الماضي بزيارة إلى العاصمة الهندية، حيث شارك في فعاليات اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في إطار الدعوة الموجهة لمصر للمشاركة كضيف للرئاسة الهندية للمجموعة.
وإيمانًا من العالم بأهمية دورها وتجسيدًا لمكانة مصر إقليميًا ودوليًا، حرصت الرئاسة الهندية الحالية لمجموعة العشرين على أن توجه الدعوة لمصر للمشاركة كضيف للرئاسة في كل اجتماعات مجموعة العشرين خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة التي تستمر لمدة عام.
وبالفعل تشارك مصر بشكل نشط ومؤثر في مختلف اجتماعات "العشرين" من أجل تعزيز العمل الدولي المشترك، لا سيما أن المجموعة تمثل ما يقرب من 80% من الناتج الإجمالي العالمي و75% من حجم التجارة العالمية و60% من سكان العالم وهو ما يجعلها من أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادي على المستوى الدولي.
وعلى الصعيدين الاقتصادي والتجاري، شهد التعاون بين مصر والهند طفرة غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة طفرة أكد عليها سفير الهند بالقاهرة أُجيت جوبتيه، حيث أشار إلى زيادة حجم التجارة البينية بسرعة بنسبة 75% في 2021/2022 لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق إذ بلغت 7.26 مليار دولار أمريكي واستمرت في النمو أيضًا في 2022/2023.
وقال جوبتيه، في تصريحات صحفية، إن حوالي 50 شركة هندية لديها استثمارات ضخمة في مصر بقيمة إجمالية تزيد على 3.2 مليار دولار أمريكي في قطاعات عدة من بينها الكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة والملابس والزراعة وغيرها، مشيرًا إلى أن هذه الشركات توفر بصفة عامة فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38 ألف مصري.
وكشف السفير جوبتيه عن أن هناك العديد من هذه الشركات تخطط لتوسيع استثماراتها بضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 800 مليون دولار أمريكي في مصر، كما أبدى العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث شركات هندية رائدة وقعت مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية بقيمة 18 مليار دولار أمريكي.