لمحبي الدراما.. نرشح لك 6 روايات اجتماعية ممتعة
يفضل الكثير منا قراءة الروايات الاجتماعية، كونها يمكن أن تناقش أكثر من موضوع واحد عبر شخصيات الرواية، بجانب تناولها قضايا أو مشكلات اجتماعية سائدة في المجتمع، قد تتمثل في قضايا الدين والعرق والجنس وغيرها، ويمكن اعتبارها من أكثر أنواع الروايات قربا إلى الجمهور.
فإذا كنت من محبي الدراما؛ إليك 6 روايات اجتماعية ممتعة يمكنك قراءتها
ثلاثية غرناطة
"ثلاثية غرناطة" للكاتبة الراحلة رضوى عاشور هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي: غرناطة، مريمة، والرحيل.
تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، و تبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491 و هو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة و أراجون و تنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء (علي) لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس و ليس في البقاء.
الكل يقول أحبك
تتوغل رواية "الكل يقول أحبك" للكاتبة مي التلمساني، والصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، في نفوس خمسة مهاجرين عرب مقيمين في كندا وأمريكا، جميعهم مثقفون في منتصف العمر، ينتمون إلى الطبقة الوسطى اجتماعيا.
تتابع الرواية منعطفات حيواتهم العاطفية وتعرض خواطرهم حول مسار حيواتهم واختياراتهم والاسئلة التي تحيرهم عن الحب والخيانة. يقابل الشخصيات الخمس بعضهم البعض في وسائل نقل مختلفة – قطار وطائرة وعلى الطريق السريع – وتتقاطع مصائرهم وتتشابه.
ونخوض في عالم كل شخصية ونستمع إلى بوحها، ثم تظهر هذه الشخصية في قصة أخرى، كشخصية ثانوية، وبذلك تخلق الرواية واقعا معقدا مكونا من وجهات نظر عديدة، يخوض كل منهم صراعا مع قضايا اللغة والهوية والاندماج في الوطن الجديد، بينما تربطهم بأوطانهم الأولى زيارات سنوية أو ذكريات مؤلمة لأحداث مأساوية أو نشاطات سياسية.
أيام الشمس المشرقة
تجسد رواية "أيام الشمس المشرقة" من تأليف ميرال الطحاوي، والصادرة عن دار العين للنشر، لسؤال الإنسان المعاصر حول الهوية الشخصية، ونموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوبًا للتكيف مع قسوته.
تتحدث الرواية عن صعوبات حياة المهاجرين واللاجئين في البلدان الجديدة التي ذهبوا إليها، والتي ظنّوها فضاءً لتحقُّق أحلامهم، ليفاجأوا أنها مقبرة لهذا الأحلام، حيث يتم استغلال هؤلاء في أعمال شاقة بسبب وضعهم غير الشرعي، كما يحدث لعدد من النساء في بلدة جبلية تقع على الشاطئ الغربي للولايات المتحدة، وهي بلدة شبه مهجورة، كانت في السابق مدينةً لعمال المناجم.
دفاتر الوراق
تتكئ رواية "دفاتر الوراق" للكاتب جلال برجس، والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، على حكايات تُروى من خلال عدد من الدفاتر في إطار زمني بين عامي 1947 و2019 عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب. تتقاطع مصائر الشخصيات بعضها بالبعض فتبرز قيمة البيت الذي يحمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب.
إبراهيم، الشخصية المحورية، ورّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصيات الروايات ويجد نفسه يتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ويحاول الانتحار، قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره.
سنوات الجري في المكان
تقدم الكاتبة الروائية نورا ناجي في روايتها "سنوات الجري في المكان"، الصادرة عن دار الشروق للنشر، سيرة اسـتثنائية للحواس، مـن الرؤية إلى اللمس، ومن التذوق إلى الشم إلى السمع، على شرف ثورةٍ طمحت في الذهاب بعيدًا إلى ما بعد السماء، غير أنها اكتفت بساقيْن مغروستيْن فيما تحت الأرض، قانعةً بالجري في المكان.
وما بين ثورة ووباء، يحاول خمسة فنانون التقدم للأمام لكنهم يكتشفون أن حياتهم قد توقفت بعد فقدان أحدهم في الميدان. يفقدون حواسهم فيحاولون استعادتها بالتمسك بالفن والحب والتفاصيل الصغيرة التي تُشكل الحياة. شخصياتٌ خلقها "واقع يناير"، تشبثت بحلم تحويل مأزق الوجود إلى فن، ومنعطف الثورة إلى أغنية، وفي سبيل ذلك صنعت نورا ناجي "رواية نصوص"، فحضرت اللوحة والمسرحية، يوميات الحياة وهلوسات الحلم، فضلًا عن الرواية داخل الرواية، بنص روائي يتجاوز تقنيات السرد التقليدية إلى رحابة التجريب.
عهد دميانة
تتناول رواية "عهد دميانة" للكاتب أسامة عبد الرءوف الشاذلي، والصادرة عن دار الرواق للنشر والتوزيع، رحلة الإنسان الحائر في البحث عن الانتماءات، وهل هي للدين أم للوطن أم للإنسانية، تجري أحداثها في إطار تاريخي، تحديدًا في فترة حكم الدولة الفاطمية لمصر.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "ارتفع جزع النخلة الذى شد إليه جسده نحو السماء. مسيحى خاطئ مجمل بالخزى، لا يبحث عن الخلاص لنفسه أو لغيره. يرنو من فوق صليبه إلى أرض كان يتمنى أن يرى أثر أقدامه عليها، فتعلقت أقدامه فى الهواء، وتعلوه سماء لا مكان له فيها، بعد أن صار ملعونا بشهادة الجميع.
عاش حياته مرتديا ثوب الشك، و اليوم يموت ولديه يقين واحد، أن الحياة عبث لا تستحق أن تعاش، و الإنسان فى هذه الحياة كخيال الظل، فهل هناك أثر لخيال؟ كل المستيقنين كذبة، و اليقين الوحيد في هذه الحياة أنه لا يقين!".
إنسان حائر بين رحى الصراع القومى و المذهبى فى نهاية الدولة الفاطمية، ورحلة للبحث عن الهوية بين عشرات الانتماءات التى تفرقها، وحكاية جديدة من صفحات الماضى تلقى بظلالها على الحاضر.