لسنا ملائكة ولا تجعلونا أبناء إبليس
نحن نعيش فى مجتمع شرقى للغاية، مجتمع من المفترض أن تحكمه عادات وتقليد حتى وإن كانت ليست قائمة مثل أيام أجدادنا.
فنحن مجتمع يعلن الحرب على الزانى ولكنه يمارس الزنا؛ مجتمع يريدك أن تقوم تساعد الفقراء ويشترى هو أحدث الماركات العالمية؛ مجتمع يريد من الأنثى ألا تصافح الرجال وهو يقوم بمضاجعة العاهرات ليلًا؛ مجتمع يريدك أن تقوم بأداء الفروض الخمسة وهو لا يعلم كيف يتوضأ؛ مجتمع ينهيك عن شرب الخمر ولكن تراه يلتقط صورة وهو حامل كأس خمر فاخر؛ مجتمع يريد من الفتاة أن تستر عورتاها ولا يريد أن يغض هو بصره.
أنا لست ممن يدافعون عن حقوق المثلين، أو ما يدعى مجتمع الميم، ولكن أتجنب الحديث عنه لأنى أعلم جيدًا أن هناك أشياء كثيرة لا يصح فيها إلا الصحيح؛ فكيف يمكننى أن أحلل أشياءً حرمها الله عز وجل وكبيرة من الكبائر، ولكنى لا أقترب من هؤلاء لأنى أعلم جيدًا أن هؤلاء الأشخاص يعانون من إضرابات نفسية من الممكن أن يكون لها تأثير أكثر من السلبى على من حولهم، بمعنى إذا قمت بتعنيفهم فسترى الآلاف، ممن يدعون أنهم يدفعون عن حرية الآخر، بوجهك، ومن الممكن أن تكون من وجهة نظرهم إنسان مريض لا يمتلك أى مشاعر إنسانية.
ومن منظورى لا أرى إلا أن آراءهم ليست لها قيمة من قريب أو من بعيد غير أنها أفكار منحرفة فى مجتمع شرقى بطبعه، وأرى أيضًا أن مثل هذه الآراء تمثل كارثة كبيرة على المراهقين الذين يقومون بتقليد الآخرين تقليدًا أعمى، وقبل كل هذا كيف يمكننى أن أوافق على شىء أرى أنه كبيرة، بل طامة كبرى لمجتمع ليس لديه من الإيمان ما يكفى لمعرفه ما نهى الله عنه وعن حرية الآخر.
أنا لا أدعى المثالية ولكننى صريحة جدًا مع نفسى، فلا أقوم بتعنيف أحد، وليس من حقى هذا، فكل منا يعلم ما له وما عليه، ويعلم أيضًا الحلال من الحرام، وإن كنا لسنا ملائكة فلا تجعلوننا من أبناء إبليس.