فى الذكرى العاشرة.. "30 يونيو" ثورة أنقذت العرب من مخطط نشر الإرهاب
التاريخ يُشير إلى 30 يونيو 2013، المنطقة العربية كانت على موعد مع سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، البداية كانت من مصر، حيث اكتشف المصريون حقيقة تلك الجماعة، بعد عام من توليها الحكم، لتظهر النوايا الخبيثة لتلك الجماعة التي تنصلت من فكرة الانتماء للأوطان، وتحولت إلى أداء تستخدمها قوى الشر لاستهداف الشرق الأوسط.
"30 يونيو" تحولت إلى طوق نجاة لمنطقة الشرق الأوسط، فقد خلصت الثورة المصرية المجتمع العربي من سيطرة إقليمية كانت تسعى الجماعة الإرهابية إلى تحقيقها انطلاقًا من مصر.
"الدستور" يرصد في السطور التالية، تعليقات الخبراء والمحللين على تلك الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة العربية، بمناسبة مرور 10 سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو..
الكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي، قال إن ثورة 30 يونيو تمثل الكثير بالنسبة للمنطقة العربية، فبمجرد استذكار الدور المصري التاريخي عربيا تدرك مدى أهمية أن تكون مصر مستقرة وآمنة، والمرحلة ما بين 25 يناير 2011 حتى قبل ثورة 30 يونيو كانت مقلقة وضبابية، ولكن بعد ذلك حدث شيء من الاطمئنان لعودة مصر لممارسة دورها الإقليمي كقائد عربي.
ووصف "الصوافي" حال تنظيم الإخوان الإرهابي بأنهم باتوا جزءًا من التاريخ في عالمنا العربي، قد نحتاج وقتا للحديث عن اقتلاعهم من جذورهم بحكم التغلغل في المجتمع، لكن أعتقد أنهم لم يعودوا يجرأون على الظهور العلني، ليس خوفًا من مؤسسات الدولة، ولكن من أفراد المجتمع الذي لفظهم بعدما كان هو الحاضن الحقيقي لهم قبل أن يكشف مشروعهم التخريبي.
تنظيم منتهي
وأضاف الصوافي لـ"الدستور": الجماعة الآن جزء من تنظيم إرهابي في أغلب الدول العربية، وفي أحسن الأحول مشروع تدمير المجتمعات، وهذان المؤشران كافيان لمعرفة مستقبل هذا التنظيم.
وتابع: المغرب ثم تونس، كانا آخر معاقل هذا التنظيم، وأعتقد طريقة سقوطه هناك بواسطة البرلمان هو أفضل تعبير للغة يفهما الغرب الأوروبي لرفض الشعوب العربية لهذا التنظيم، ما يعني أنه لم يعد هناك دعم خارجي لهم، وهي مسألة مهمة في الاستقواء بالخارج.
بدوره، قال المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان، إن الهبة الشعبية المصرية التاريخية لإسقاط حكم عصابة الإخوان ما زالت محفورة في ذاكرة الشرفاء في العالم العربي والإسلامي ومحبي السلام في العالم، نتذكر ما جرى، وكيف انتهت هذه الطغمة الإرهابية الحاكمة، ورأينا كيف استعادت مصر أمنها وقضت على الإرهاب.
وأضاف ترجمان لـ"الدستور"، كان المخطط أن تكون مصر هي بوابة الفوضى والحرب الأهلية في المنطقة، وأن يتم تقسيمها، وإبادة وتهجير المسيحيين، وأن تكون دولة بلا سيادة، تحكمها الجماعات الإرهابية المتطرفة، وأن تكون قاعدة لتهديد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وأن تكون الجماعة هي الحامي الأول لأعداء أمتنا عبر تفكيك قواتنا العربية.
كشف المستور
وأشار إلى أن مستقبل حركة الإخوان المسلمين دخل في إطار الماضي، وما بعد سقوط مبارك اكتشف المصريون مثلهم مثل بقية أشقائهم في العالم العربي ومنه تونس، وعرف أنهم كانوا يستخدمون التقية، ويرفعون شعار الإسلام هو الحل، وهم تجار دين، لا يؤمنون بدين ولا مبادئ.
وتابع: هذه الحقيقة التي اكتشفها المصريون والتونسيون وغيرهم، رأينا الجماعة في مصر عندما وصلت إلى السلطة، تخلت عن شعارات الإسلام الحنيف التي كانت ترفعها للضحك على البسطاء واستغلال طيبتهم؛ لتحقيق أهدافهم الجماعة، وها هي الآن انتهت ومنقسمة وعاجزة، وهذا أمر مهم، طالما أن الشعوب قد كشفت زيفها، ولن تستطيع تصدير خطابها الكاذب مرة أخرى.
من ناحيته، قال البرلماني الكويتي السابق طلال السعيد: عرفنا حزب الإخوان يجيد التخطيط داخل السراديب، حيث يتآمر ويخدع الناس، ويجمع المؤيدين، وينشر فكره بين الناس، لكن حين يخرج من سراديبه يضيع الاتجاه، ولا يستطيع المواجهة، بل وتشتعل الصراعات بين أفراده.
وأضاف "السعيد": هذا بالضبط ماحصل في مصر الشقيقة، ولعل أول تخبطهم اختيار ترشيح محمد مرسي للرئاسة، فقد أضاع البوصلة، ودخل في صراعات نسفت مخططات الإخوان، تى حفظ الله مصر بجيشها الذي حسم الصراع لصالح القوى الوطنية.
حسم المعركة
وتابع: بعد حسم المعركة، عاد الإخوان إلى جحورهم، حيث يجيدون التخطيط والتآمر، ولكنهم يبقون سيئي الخيارات، ما يؤكد نفور الناس عنهم، لافتا إلى أن منطقة الخليج تأثرت بما جرى في مصر، وقويت شوكة الإخوان بالخليج، إلا أن الجيش المصري خسف بهم الأرض، ليس في مصر فقط، بل في جميع دول الخليج.