في ذكراه.. سعد أردش: كلما توغلت في قراءة مسرح بريخت ازداد إيمانًا ببلادي
تمر اليوم 13 يونيو ذكرى رحيل شيخ المسرحيين سعد أردش، الذي رحل بعد رحلة علاج بالولايات المتحدة الامريكية، عام 2008، فهو من مواليد 16 يونيو 1924، أحد عمالقة المسرح الحديث ليس تمثيلًا فقط وإنما إخراجًا وتأليفًا، ساهم في تحقيق نهضة مسرحية، وتخرج على يديه أجيال من الفنانين المصريين على مدى أعوام طويلة.
لا مسرح بلا أيديولوجية
كان “أردش” يرى أنه لا مسرح بلا أيديولوجيا، ومن ثم ارتبطت أيديولوجيته بـالحلم العربـي،، وقدم العديد من المسرحيات مثل: الشبكة، السبنسة، بير السلم، المسامير، والأعمال التليفزيونية أولاد الأكابر، حكاية بلا بداية ونهاية.
حاول جاهدًا أن يجعل من المسرح مدرسة لتعزيز الوعي بالذات وبالمحيط الاجتماعي والسياسي، رغم أنه لم ينتمى طيلة حياته لحزب سياسي لكنه كان ناصري الهوى، أحب الرئيس جمال عبد الناصر.
رموز الإخراج المسرحي
كان من بين أربعة يمثلون جيل طليعة الإخراج المسرحى، هم كرم مطاوع،أحمد زكي،سمير العصفوري، وعلي الرغم من تقاربهم إلا أنهم يتباينون في أساليب الإخراج ويتميزون في طرق التناول.
علاقة أردش بريخت
في مقال له نشرته مجلة المحلة عام 1967 بعنوان " تجربتي مع مسرح بريخت" قال أردش:" فيها ترجع علاقتي بالكاتب الألماني بير تولت بريخت إلى أواخر الخمسينيات وكنت وقتها أطلب العلم في بريطانيا، ولم أكن قد تعرفت عليه قبل سفري سنة 1957، لعدة أسباب من أهمها أن البحث العلمي حتى في مجالات التخصص لم يكن قد احتل مكانا في مجرى حياتي بعد، فقد كنت اشغل كل وقتى مع عدد كبير من زملائي الممثلين في البحث عن مجال نعبر فيه عن فننا.
وأضاف: كنت كلما توغلت في قراءة مسرح بريخت ازداد إيمانًا بالعلاقة بينه وبين أرضى الحبيبة وما يجرى فيها من أحداث تغير وجه التاريخ، وتحول مجتمعنا ظل برزخ الآف السنين تحت نير استغلال رأس المال، إلى طريق العدل والكفاية.
وتابع: في عام 1962 التقيت ببريخت على خشبة المسرح القومي كمخرج عربي في مشروع إخراج مسرحية " دائرة الطباشير القوقازية" الذي استدعى للقيام به المخرج الألماني كورت فيت، وهو من أعضاء " البرلينر انسامبل" وكان هذا المشروع لم يتم لظروف تاريخية غيرت مجرى الأمور في المسرح المصري، وقد أوضحت لى هذه التجربة كثيرًا وغيرت وجهة نظري في مسائل كثيرة.