"لائحة الاتهام" تُهدد ترشح دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة فى 2024
قال خبراء قانونيون، السبت، إن لائحة الاتهام المؤلفة من 49 صفحة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تم الكشف عنها أمس الجمعة، هي "وثيقة اتهام غير مألوفة وغير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة".
وكشف المدعون الأمريكيون عن صناديق تحتوي على سجلات سرية مكدسة لدى ترامب، مشيرين إلى أن الرئيس السابق أطلع آخرين على تفاصيل "خطة هجوم"، ولهذا تم توجيه اتهامات له بإساءة التعامل مع الأسرار الحكومية والكذب على السلطات، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز".
وبحسب التقرير، تمنح مجموعة الأدلة الواسعة وزارة العدل حجة قوية في إثبات أولى التهم الجنائية الفيدرالية ضد رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، لكن طبيعته غير المسبوقة تجعل نتيجة التحقيقات والمحاكمة غير متوقعة.
تفاصيل لائحة الاتهامات ضد ترامب
وأشار إلى أن جاك سميث، وهو محام خاص عيّنه المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند، حصل على اتهامات ضد ترامب في 37 تهمة جنائية، بما في ذلك التآمر لعرقلة العدالة، وإخفاء الوثائق في تحقيق فيدرالي والإدلاء ببيانات كاذبة، لافتًا إلى أن اتساع لائحة الاتهام فاجأ المحللين القانونيين.
وأوضح ديفيد آلان سكلانسكي، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، أن تفاصيل الاتهامات "غير مسبوقة" فهي تُظهر الطبيعة الحساسة للوثائق وكيفية تعامل ترامب معها.
ووفقًا للائحة الاتهام، جلب ترامب بشكل غير قانوني وثائق سرية، بما في ذلك معلومات عن البرامج النووية الأمريكية ونقاط الضعف العسكرية الأمريكية، إلى منزله في مار إيه لاغو في فلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021 بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة أمام جو بايدن.
وكشفت الصحيفة أن لائحة الاتهامات تضمنت إطلاع ترامب عدة أشخاص على "خطة هجوم" أمريكية ضد دولة أجنبية، معترفًا بأنها "سرية للغاية"، كما اتهمت وزارة العدل الرئيس السابق بالسعي لتجنب الامتثال لأمر استدعاء يطلب منه تسليم وثائق سرية، حيث طلب ترامب من محاميه أن يخبر سلطات التحقيق أنه ليس لديه أي وثائق حكومية في منزله.
ترامب من جهته وصف جاك سميث بأنه "مشوش"، كما أن الاتهامات ضده لها دوافع سياسية، حيث تم تقديم السجلات وإعلان لائحة الاتهام بشكل "علني".
مستقبل ترامب بعد التحقيقات
وأكد آلان سكلانسكي أن وزارة العدل "قامت بعمل دقيق للغاية" بإتاحة لائحة الاتهام للجمهور على الفور قبل أن يتمكن ترامب من تشكيل رؤيته وخطابه بشأن هذه الاتهامات والرد عليها، حيث تضمنت ملفات المحكمة صورًا مذهلة لصناديق تحتوي على مواد حساسة مكدسة في حمام ترامب، وفي غرفة تخزين وقاعة رقص في منزله بمارلاجو، بل كشفت إحدى الصور عن وثائق مهمة ملقاة على الأرض.
كما اعتبر جوناثان تورلي، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، الذي أدلى بشهادته ضد أول محاكمة لعزل ترامب في عام 2019، أن الصور قد تكون "مدمرة".
كذلك قال دانييل ريتشمان، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، إن لوائح الاتهام تميل إلى أن تكون "أدوات اتهام" تحدد المعلومات الأساسية حول ما تسعى الحكومة لإثباته.
وبحسب الخبراء القانونيين إذا أدين ترامب، فإن الحد الأقصى لعقوبة السجن لكل تهمة تتراوح من خمسة إلى 20 عامًا، وقد تتقوض آمال ترامب في الحصول على البراءة إذا قرر "والتين ناوتا"، خادم البيت الأبيض السابق الذي عمل مساعدًا له واتهم بالتآمر المزعوم، التعاون مع الحكومة ضد ترامب.
