تراجع كبير فى بناء المنازل الجديدة ببريطانيا: ما الأسباب؟
يقلص بناة العقارات في بريطانيا من بناء منازل جديدة وسط مؤشرات على أن المشترين المحتملين يشعرون بالفزع من احتمالية زيادة معدلات الرهن العقاري خلال الأشهر المقبلة.
بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد وجد أحدث تقرير عن قطاع البناء أن العمل في مواقع المباني السكنية انخفض في مايو إلى أضعف مستوى منذ عام 2009، بصرف النظر عن الوقت الذي تم فيه إغلاق المواقع أثناء جائحة كورونا "كوفيد 19".
ارتفاع كبير في تكلفة الاقتراض ببريطانيا
وتابعت أنه في حين أن الجزءين الآخرين من قطاع البناء- المباني التجارية والهندسة المدنية- الذين تم مسحهم شهريًا بواسطة S&P ومعهد تشارترد للمشتريات والتوريد (Cips) يستمران في التوسع، فإن نشاط بناء المنازل يتراجع بسبب الارتفاع المطرد في تكلفة الاقتراض.
وأضافت الصحيفة أن بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة الرسمية 12 مرة في الأشهر الـ18 الماضية، وبعد أنباء مخيبة للآمال عن التضخم، أدى توقع المزيد من الإجراءات الصارمة إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة.
وقال جون جلين، كبير الاقتصاديين في Cips: "بالرغم من أن الناتج الإجمالي في قطاع البناء أظهر تحسنًا للشهر الرابع على التوالي، فإن أكبر انخفاض في نشاط بناء المنازل منذ أبريل 2009، باستثناء الإغلاق الأولي للوباء في أوائل عام 2020، ستلقي بظلالها السيئة على شريان الحياة للاقتصاد البريطاني".
أظهر مؤشر مديري المشتريات في قطاع البناء نشاط بناء المنازل عند 42.7 في مايو، بانخفاض من 43.0 في أبريل، حيث تعتبر القراءة الأقل من 50 علامة على أن الإنتاج يتقلص بدلًا من التوسع، حيث كان المبنى التجاري هو القطاع الفرعي الأقوى أداءً، حيث سجل قراءة مؤشر بلغت 54.2، بينما سجلت الهندسة المدنية أعلى مستوى لها في 11 شهرًا عند 53.9.
وقال جلين: "يرتبط القطاع السكني ارتباطًا وثيقًا بثقة المستهلك ومستويات الإنفاق"، ومن المتوقع حدوث زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا الشهر، إلى جانب الزيادة المستمرة في تكلفة المعيشة ما يجعل المشترين يترددون في شراء المنازل.
وتابع "نتيجة لذلك، تراجعت ثقة البناء لتظل أقل من متوسط المسح، حيث ظلت تكاليف الأعمال مرتفعة".