كيف عبر الفنان محمود مختار عن "رياح الخماسين" بأسلوبه النحتي الفريد؟
حالة من الاضطرابات الجوية، شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، فقد ضربت البلاد "رياح الخماسين" متسببة في عاصفة ترابية كثيفة أدت إلى حجب الرؤية الأفقية وإغلاق بعض الموانئ وتوقف حركة الصيد بسبب سرعة الرياح وارتفاع أمواج البحر، ونشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، في جميع المحافظات.
رياح الخماسين
وبالتزامن مع هذه الرياح، عبر الفنان المصري والنحات الرائد محمود مختار، عن رياح الخماسين بأسلوب فني فريد، لم يسبقه أحد.
فعكف محمود مختار على إنجاز تمثاله "الخماسين" عام 1929، الذي يجسد فيه امرأة ريفية مصرية ترتدي ثوبا فضفاضًا ووشاح علي رأسها تقاوم فيها رياح الخماسين الهائجة، مع تطاير وشاحها وملابسها للخلف وهي تعبر بصعوبة شديدة في هذا الوقت من الزمن، وقد حلل الفنانون، هذا العمل النحتي أنه يتحدث عن مقاومة الشعب المصري لواقعه.
الفنان محمود مختار
ويعد الفنان محمود مختار رمزاً وعلامة فى حركة الفن التشكيلى المصرى، وهو رائداً لفن النحت في مصر، وهو الفنان المعبر بفنه عن ثورة 1919 التى لا تزال رموزها مجسدة حتى الآن فى تمثال نهضة مصر، كما أنه استطاع ان يلقى ظلاً كثيفا على الأجيال التالية من النحاتين المصريين.
وقد أثرت نشأة الفنان في قرية "نشا" القريبة من المنصورة، وانعكست عليه فكريًا وفنيًا، حيث جلس على شاطئ النيل، مما جعله يصنع تماثيله من طمى النيل، ويعبر عن مشاعر وقضايا أهله.
ويعد من أشهر أعماله، الفلاحة، الحزن، المتسول، الأمومة، نهضة مصر وغيرها من الأعمال.
متحف محمود مختار
ويضم المتحف عددًا كبيرًا من أعمال الفنان محمود مختار، فهو أول متحف لمثال مصرى وأنشئ تكريماً وتخليداً لذكراه وتقديراً لفنه ونبوغه ويقع المتحف فى القاهرةـ وسط حدائق الجزيرة وداخل حديقة الحرية وفي مواجهة دار الأوبرا المصرية ويعتبر مختار هو المثال الأول فى العصر الحديث الذى عبر فى أعماله عن شخصية البلاد ولأعاد فن النحت ثانية فى ثوب جديد منذ أن توقف الفن المصرى بانتهاء العصر الفرعونى، ويحتوي المتحف على 175 عملاً من أعمال مختار المنفذة بمختلف الخامات بالإضافة إلى أدواته الخاصة التي كان يستخدمها في النحت وكذلك وثائق وصور نادرة للفنان.