.
في ذكرى رحيله.. من هو القديس فيليبو سمالدون مؤسس جمعية أخوات القلب المقدس السالزيانية
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر، اليوم، بذكرى رحيل القديس فيليبو سمالدون الكاهن مؤسس جمعية أخوات القلب المقدس السالزيانية.
وتزامنًا مع ذكرى القديس ترصد الدستور في سطور أبرز المعلومات عنه.
ولد فيليبو سمالدون في 27 يوليو عام 1848 في مملكة نابولي الإيطالية، كأول طفل من سبعة أطفال لأنطونيو سمالدون وماريا كونسيتا دي لوكا.
احتفل بالمناولة الأولى عام 1858 ونال سر التثبيت عام 1862 لعائلة ثرية في منطقة بورجو لوريتو وهي فترة شهدت تغيرات وتوترات وتناقضات في مختلف مجالات وقطاعات حياة المجتمع الإيطالي، وخاصة في وطنه، شهدت انهيار نظام بوربون الملكي، التي ارتبطت بها عائلة فيليبو ارتباطًا وثيقًا لإفساح المجال لمملكة إيطاليا الوليدة.
وشهدت الكنيسة بغزو غاريبالدي لحظات مأساوية مع نفي الكاردينال رئيس الأساقفة سيستو رياريو.
ولدت لديه الرغبة ليصبح كاهناً منذ صغره حيث كان مهتماً باستخدام الطرق الجديدة في التعليم المسيحي ليكون قريباً ومبسطاً للشعب المسيحي على مثال القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري.
دخل الإكليريكية لتلقي الدراسات الكنسية وعندما كان ما زال طالبا في الدراسات الفلسفية واللاهوتية كرس نفسه للصم والبكم النابوليين ثم تم نقله من أبرشية نابولي إلى أبرشية روسانو كالابرو، الذي استقبله رئيس أساقفته مونسنيور بييترو سيلينتو بسخاء نظرًا لصلاحه وروحه الكنسية الممتازة.
عاد بعد ذلك إلى نابولي حيث واصل دراساته تحت إشراف كبار الأساتذة الكبار لجامعة المو للدراسات اللاهوتية بينما واصل عمله في مساعدة الصم بتفانٍ ثابت.
وفى 27 مارس عام 1871 تلقى الدرجة الشماسية ثم رُسم كاهنًا في 23 سبتمبر عام 1871 في نابولي بفرح لا يوصف لروحه الطيبة الوديعة.
بمجرد أن أصبح كاهنًا، بدأ خدمة كهنوتية متحمسة بدء لنشر التعليم المسيحي في الكنيسة الصغيرة للفترة المسائي التي كان يتردد عليها عندما كان طفلاً
وبدء يجول في مختلف الأقاليم يقوم برسالته الكهنوتية حيث قام بدور بطولي تجاه المصابين بداء الكوليرا القاتل الذي انتشر في نابولي عام 1884.
كانت خدمة دون فيليبو سمالدون الرعوية المتميزة للفقراء والصم، الذين كان يود أن يكرس طاقاته لهم بمعايير أكثر وملاءمة، تختلف عن تلك التي رآها يطبقها أولئك الموظفون في ذلك القطاع التعليمي.
وقام أيضا بالتكوين الإنساني والمسيحي للوثنيين وفكر أيضا بأن يصبح مبشراً في الإرساليات الخارجية لكن مرشده الروحي أقنعه بأن يكرس كل جهده للصم والبكم.
غادر منزل والده وذهب ليعيش بشكل دائم مع مجموعة من الكهنة والعلمانيين.
فاستطاع بأن يقوم بتأسيس معهد لرعاية الصم والبكم، لتعليمهم ومساعدتهم الإنسانية والمسيحية، في 25 مارس عام 1885.
غادر إلى ليتشي لافتتاح معهد للصم مع دون لورنزو أبيشيلا.
أحضر بعض "الراهبات" إلى هناك، اللواتي سبق له تدريبهن، وبالتالي وضع أسس لجماعة راهبات الساليزيانات للقلب المقدس، وقام بمباركة الجماعة الناشئة كبير أساقفة ليتشي ، المونسنيور سالفاتوري لويجي دي كونتي.
بسبب تزايد أعداد كبيرة من الصم والبكم قام بتأسيس أقساماً للذكور والإناث وقام أيضا بإنشاء مباني كثيرة لتضم هذه الأعداد الهائلة.
جرى تأسيس المعهد الرئيسي في عام 1897 في مدينة باري نظرًا لأن الكاهن سمالدون لم يستطع رفض طلبات الكثير من العائلات الفقيرة، فقد بدأ في مرحلة معينة في استضافة، بالإضافة إلى الصم، فتيات مكفوفات أيضًا وفتيات يتيمات ومهمشات. كما أنه لم يترك التكوين الإنساني والأخلاقي للشباب.
فقام بفتح معاهد كثيرة بجانب تأسيس مدارس وحضانات مع إنشاء ورش عمل للنساء لتعليمهم حرفة تساعدهم على المعيشة. وإنشاء أيضا منازل داخلية للطالبات.
واستطاع أن يتغلب على بعض الصعوبات من قبل البلدية العلمانية المعادية للكنيسة ولمدة أربعين عاماً بذل دون فيليبو سمالدون قصارى جهده لتقديم الدعم المادي والتثقيف الأخلاقي لأحبائه الصم.
كان يقوم بخدمة الكهنوتية بشكل مكثف، فكان مرشداً ومعرفاً لكثير من الكهنة والطلاب الإكليريكيين، ومعرفًا ومرشدا روحيا لمختلف الجماعات الرهبانية، وكان مؤسس لرابطة السجود للقربان المقدس، وكان رئيسًا لجماعة مرسلي القديس فرنسيس دي سال للبعثات الشعبية.
وتوفي في 4 يونيو عام 1923 في مدينة سالينتو حيث ظل معظم حياته يعاني من مرض السكر عن عمر يناهز 75 عامًا.
جرى تطويبه من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 12 مايو 1996.
أعلن قداسته من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر في 15 أكتوبر 2006 في روما في ساحة القديس بطرس.