بعد 55 عاما.. رحلة نها شريف من الكيمياء إلى الحقوق
حالة استثنائية، شغفها هو ما يحركها ويجعلها تترك رحلة عمل ودراسة طالت لسنوات، لتبدأ في غيرها، تعاملت مع العمر على أنه مجرد رقم، نها شريف، صاحبة الـ55 عاما، قررت أن تترك عملها ككيميائية في هيئة الطاقة الذرية المصرية لتتجه للمحاماة.
بداية حصلت نها شريف فى سنة ١٩٨٤على بكالوريوس العلوم قسم كيمياء من جامعة عين شمس وعملت كيميائية في العديد من معامل التحاليل وكذا فى هيئة الطاقة الذرية، قالت لـ"الدستور": "تزوجت وأنجبت ولدين، ثم فجأة توفى الوالد والذي كان يعمل مستشارا قانونيا وكان مثلا أعلى لها في كل شيء".
وبسبب حبها الشديد للمحاماة قررت أن تستكمل مسيرتها المهنية في مجال المحاماة والتي بدأتها فى عام ١٩٨٠، والتحقت مرة أخرى بالجامعة لتحصل على ليسانس الحقوق وماجستير في القانون، متابعًة: "حبي وشغفي هو من قادني لكل هذا ولم يهمني أي شئ ولا أي عمل سوا أن أحقق ما حلمت به".
كان لا بد من التدريب والعمل للحصول على الخبرة القانونية اللازمة للعمل فى مجال المحاماه، وعليه فقد التحقت بالعمل لدى مكتب من أعرق المكاتب القانونية لتدرج في المناصب حتى صارت شريكة بالمكتب، كما عملت أيضًا مديرا لإدارة القضايا بشركة إحدى الهواتف المحمولة، واشتركت فى اعداد وصياغة اول عقود خاصة بخدمات التليفون المحمول، وسافرت انجلترا لدراسة واتقان اللغة الإنجليزية.
ثم كان التغيير للمرة الثالثة في المسار، في عمر ٥٥ سنة قررت خوض تجربة جديدة وهي استكمال مسيرة الوالد في مكتبه، والذي أغلق بعد وفاته، وهذه التجربة هي تجربة فريدة لأنها بداتها مع كورونا، كما أنها تستلزم تعلم مهارات الإدارة، والكمبيوتر، والتسويق، والإقناع والإلمام بكافة فروع القانون المختلفة، وهو أمر يستلزم بذل جهد مضن.
وحاليا هي تدير مكتب مؤسسة الشريف للمحاماة والاستشارات القانونية والإدارية منذ خمس سنوات وتحقق نجاحا ملحوظا رغم التحديات الاقتصادية.