دراسة جديدة: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى تسارع التضخم
أظهرت دراسة جديدة أن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى تسارع التضخم وارتفاع تكلفة الغذاء والسلع في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي، وفقًا لموقع "ساينتيفك أمريكان" الأمريكي المتخصص في العلوم.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة التضخم العالمي بنسبة تصل إلى 1% كل عام حتى عام 2035.
وأشارت أبحاث جديدة إلى أن تغير المناخ يعجل بالتضخم في عشرات البلدان حول العالم، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع ارتفاع حرارة العالم.
وشرع الباحثون في دراسة آثار الاحترار العالمي على التضخم في 121 بلدًا، ووجدوا أن ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها يؤدي إلى إرتفاع تكلفة المواد الغذائية وغيرها من السلع والخدمات، ثم يمتد الارتفاع في الأسعار إلى مختلف أنحاء الاقتصاد العالمي.
وقال الباحثون إنه على الرغم من أنها ظاهرة عالمية، إلا أنه من المرجح أن تكون أكبر الآثار محسوسة في الجنوب العالمي، وتحديدًا في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ويقول التقرير، الذي كان جهدًا مشتركًا بين باحثين في البنك المركزي الأوروبي ومعهد بوتسدام لأبحاث التأثير المناخي، إن هذه النتائج تشير إلى أن تغير المناخ يشكل مخاطر على استقرار الأسعار من خلال إحداث تأثير تصاعدي على التضخم، وتغيير موسمه وزيادة الآثار الناجمة عن الظواهر المتطرفة.
وتأتي هذه النتائج وسط جهود تبذلها البنوك المركزية والهيئات التنظيمية المالية لفهم التهديدات المالية لتغير المناخ بشكل أفضل، وقد استلزم ذلك أن تسعى الجهات التنظيمية للأوراق المالية إلى مطالبة الشركات العامة بالكشف عن المخاطر والاستراتيجيات المناخية الخاصة بها، وأن تجري البنوك المركزية اختبارات إجهاد أو تمارين لتحليل السيناريوهات لقياس نقاط الضعف المناخية لدى الجهات المقرضة.
وقد فعلوا ذلك باستخدام مجموعة بيانات من مؤشرات أسعار المستهلك الشهرية في جميع البلدان البالغ عددها 121 بلدًا لتحديد كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الأسعار في مواسم ومناطق مختلفة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وقد أتاحت لهم تلك البيانات تقدير الآثار التاريخية لارتفاع درجات الحرارة على التضخم على مدى 30 عامًا.
وقد درست إحدى هذه التقديرات أوروبا على وجه التحديد، وركز الباحثون على الحرارة الشديدة والجفاف الذي اجتاح المنطقة الصيف الماضي وإعاق النشاط الزراعي والاقتصادي.
وبعد وضع عوامل أخرى في الحسبان مثل كورونا وحرب روسيا على أوكرانيا، قدر المؤلفون أن الحرارة الشديدة وحدها زادت التضخم في المنطقة بنسبة 0.67 % بل وأكثر في جنوب أوروبا.
ثم عملوا بعد ذلك على جمع هذه التقديرات التاريخية مع سيناريوهات المناخ في المستقبل للتنبؤ بالكيفية التي قد يؤثر بها تغير المناخ على التضخم وهو يتحرك إلى الأمام.
وأكدت النتيجة ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يزيد التضخم العالمي بنسبة تصل إلى 1% كل عام حتى عام 2035، وعندما فحصوا تضخم الأغذية على وجه التحديد وجدوا أن الاحترار في المستقبل يمكن أن يدفع الأسعار إلى الارتفاع بنسبة تصل إلى 3%.
ويقول التقرير إن تغير المناخ في المستقبل سوف يضخم من حجم مثل هذه الظواهر المناخية المتطرفة، وبالتالي يزيد أيضًا من تأثيراتها المحتملة على التضخم، وكل من الأمرين له آثار كبيرة على استقرار الأسعار و"الرفاهة الاجتماعية الأوسع".