كلنا صمويل بارترام
صمويل بارترام كان حارس مرمى في نادي إنجليزي اسمه تشيلتون، في التلاتينات النادي دا كان في الدوري وكان عنده ماتش قصاد تشيلسي، وبعد ما اتعملت مراسم بداية اللقاء والقرعة وما إلى ذلك، كل شخص خد مكانه، ومكان بارترام بـ الطبع كان بين التلات خشبات اللي المفروض يحرسهم، وما يسمحش لـ الكورة تمر بينهم.
بدأت المباراة، نادي تشارلتون (نادي بطل قصتنا) خد الكورة وطلع بيها هجمة، وصمويل واقف في مرماه، مش شايف حاجة بـ سبب ضباب كثيف مغطي الملعب، فـ كان لازم تركيزه ما يقلش عن 100%، لـ إنه في أي وقت هـ تيجي عليه الهجمة، وهو مش عارف هـ تيجي إزاي ومنين؟
الموقف دا صعب شويتين، لـ إنه فيه احتمالات كتير، بس الأكيد إن فريقه بـ يهاجم بـ كل خطوطه، وما سجلش أهداف، فـ الهجوم المضاد هـ يكون أخطر، فـ هو قعد يفكر في القرارات اللي ممكن ياخدها إذا جات الكورة من اليمين أو من الشمال أو من العمق، وإذا كان المهاجم هـ يسبق المدافعين ولا هـ يبقى معاه حد من الديفينث.
ما زاد صعوبة الأمر، إنه بارترام كمان مش شايف المدرجات، مش قادر بصره يخترق أكتر من كام يارده بـ الكاد، فـ هو مش عارف بـ الظبط إيه الموقف، إنما لو فريقه سجل فـ قانونا لازم يرجعوا نص ملعبهم، إذا مفيش جديد، فـ يبقى الحال على ما هو عليه، الاستعداد التام لـ حماية المرمى من الأخطار.
أخيرا جات الهجمة المنتظرة، بعد ييجي قول تلت ساعة، المهاجم جي لـ وحده، مش مدافعين معاه، يعني هجم مرتدة نموذجية، بس ثواني! فيه حاجة غلط، المهاجم جي يتمشى، مش ممكن يكون حد بـ يجري بـ كورة. مش ممكن!
لو صمويل فضل مكانه، احتمال المهاجم يشوط، وهو مش شايف الكورة، بس لو اتقدم، هـ يدي فرصة لـ المهاجم ياخد القرار اللي هو عايزه، فـ لازم تعمل حاجة بين البينين. صمويل بدأ يقرب بـ حذر، والمهاجم يقرب، لـ حد ما بقى على بعد يارده أو ياردتين.
دا مش مهاجم، دا صول أو شاويش لابس هدومه الميري.
صمويل من كتر ما هو مش فاهم ما نطقش، الصول هو اللي سأله: إنت بـ تعمل إيه هنا؟
رد: إنت اللي بـ تعمل إيه هنا؟أنا حارس مرمى في الماتش دا، مسئول عن حماية الشبكة دي، وزملائي قدام بـ يهاجموا، وأنا آخر مدافع عنهم، وجودي طبيعي، وجودك إنت اللي مش طبيعي.
الصول ضحك وقال له: ماتش إيه؟ وزمايل مين؟ الماتش الحكم لغاه في أول لعبة، وقال مش نافع نلعب في الضباب دا، وزملاتك زمانهم في بيوتهم.روح يا ابني خد لك دوش، زمانك نشفت من البرد.
بعد الماتش، صمويل قال: أنا كل اللي مزعلني، هو إن زملائي كانوا عارفين إني بـ أحمي ضهرهم، بس محدش منهم افتكر يقول لي: إنه خلاص، ما عادش فيه معركة، وإنهم ما عادوش محتاجين الحماية دي، أما الدقايق اللي راحت، فـ عادي! تتعوض.