الباحث والإعلامي أسامة السعيد: إعادة الاعتبار للصناعات الثقافية أولوية في الحوار الوطني
قال الباحث والإعلامي أسامة السعيد إن المحور الثقافي من أهم المحاور الذي يشمل وجهات نظر متعددة في الحوار الوطني، ولن يكون به الكثير من الخلافات، لأن الثقافة مكون مهم جدا من مكونات الشعب المصري.
الثقافة والهوية
وتابع: أرى أن اختيار عنوان هذا المحور كان موفقًا لتعبيره عن الارتباط بين الثقافة والهوية المصرية، فمسألة الهوية في غاية الأهمية لأن الهوية المصرية تعرّضت على مدار العقود لمحاولة التجريف والتشويه والتضليل خاصة على يد بعض التيارات التي تزعم ارتباطها بالإسلام وأخص بالذكر هنا الإسلام السياسي الذي حاول أن يفصل بين الهوية الدينية والهوية التاريخية والثقافية للمواطن المصري، ومن المهم استعادة هذه المصالحة ما بين هوية الإنسان المصري والثراء الحضاري الذي تتمتع به الشخصية المصرية وهو ما لا يتناقض مع الهوية الدينية.
الصناعات الثقافية
أشار السعيد إلى أن من أهم المحاور التي ينبغي التركيز عليها في الحوار الوطني فكرة إعادة الاعتبار للصناعات الثقافية، فمصر من أهم الدول المنتجة للثقافة التي هي صناعة عريقة تعرضت للإهمال والتشويه، كيف نستعيد البعد الاقتصادي في صناعة الثقافة سواء كانت صناعة السينما والدراما أو ما يتعلق بنشر الكتاب والصناعات الإبداعية والحرف التراثية؟ هذه الأشياء يمكن الاعتماد عليها وإعادة مكانتها ويمكن أيضًا تحويلها إلى رافد من روافد الاقتصاد، وبالتالي يستفيد المبدع والمنتج وتستفيد الدولة.
وأضاف: “يجب أن تتغير النظرة فيما يتعلق بصناعة الثقافة وأن نستعيد دور الدولة في إنتاج المحتوى الثقافي والفني عبر دعم واضح لمنتجي الثقافة لأن هؤلاء يقدمون جزءًا من القوة الناعمة للدولة المصرية”.
القيم الحضارية
ولفت السعيد إلى أن من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها أيضًا كيف يمكن أن تكون الثقافة جزءًا من بناء العقل المصري للأجيال الجديدة، وأن نقدم ثقافة جادة بقيم حضارية تعين الإنسان المصري في الأجيال الجديدة لكي يبني الحضارة وينتج ويفهم العالم بشكل صحيح من حوله وبطريقة جذابة تناسب إنسان هذا العصر، فهذه واحدة من التحديات الكبيرة التي لم نستطع أن نقدمها حتى هذه اللحظة والتي يمكن الإفادة منها في مكافحة الإرهاب والتطرف والعدمية والعبثية والتي يمكن أن تتحقق عبر الوسائل التعليمية أو وسائل التواصل أو غيرهما، إذ يجب أن يكون هناك إجراءات قابلة للتنفيذ في هذه المسألة.