سامح محجوب: الحوار الوطنى أحد أرفع وأجَلّ أشكال المرتكزات الثقافية
قال الشاعر سامح محجوب: «منذ فترة طويلة ونحن نحتاج لمثل هذه الحالة الصحية من الجدل الديالكتيكي للحديث بصوت مرتفع ومتقابل يجمع ما فرّقته الأيديولوجيا والتوجّه واللون السياسي فى حوار واحد حول وطن واحد له مصالح عليا لا يختلف عليها أو حولها أحدٌ، وهي فكرة (الحوار الوطني) ثقافية بالضرورة إذا اعتبرنا الحوار أحد أرفع وأجلّ أشكال المرتكزات الثقافية، بل هو الفرصة السانحة والمناسبة لطرح الثقافة كمقدمة ضرورية للفعل السياسي باعتباره محصلة ونتيجة ثقافية لحركية المجتمع فى تصوراته المشروعة حول فكرة الوطن والدولة والنظام السياسي».
وأضاف محجوب في تصريح خاص لـ«الدستور»: «من هنا أطمح كأحد أفراد الجماعة الثقافية فى طرح هذه التساؤلات على مائدة الحوار الوطني: من نحن؟ ولأي امتداد جغرافي وتاريخي وحضاري ننتمي؟ هل تحتاج الثقافة لهياكل تنظيمية ومبانٍ وأطر؟، أم تحتاج لحمولات فكرية تعمل بشكلٍ مباشر وواقعي على رفع حالة الوعي بعيدًا عن أطروحات النخبة التي تبدأ وتنتهي فى حيّزها وزمانها؟ هل نحن فى حاجة لعدالة ثقافية تصل بالثقافة والفنون لمستحقيهم؟!، وهل تحتاج الثقافة فعلًا لصيغ جديدة تخرجها عن مواضعاتها القديمة التي تحبسها فى مسارات ضيقة تفصلها عن ممارسة دورها فى تنوير المجتمع وكسبه كمشارك ومستهلك ثقافي!؟ هل لدينا خطة زمنية واضحة وملتحمة بوعي مع الخطط التنموية للدولة أم سنظل فى ناحية والدولة فى ناحية أخرى!؟، متى نتعامل مع الثقافة كبنية لها شرطها الجمالي والسوسيولوجي لا كفعل يزول أثره بزوال عَرَضه؟!، هل سنظل نتعامل مع الثقافة بمعزل عن التعليم والإعلام والشارع؟!، ومتى يتسنى للخطاب الثقافي أن يتحوّل لسلطة تستطيع مواجهة حالات التشنج والاحتقان التي يعمل اليمين الديني المتطرف على تغذيتها!؟، قد يطول بي التساؤل حتى يصبح السؤال غاية وهذا هو جوهر الثقافة العميق».