تطوير مناهج التمريض.. خطوة نحو الارتقاء بالمهنة والمنظومة الصحية
تعد مهنة التمريض من المهن السامية التي تسهم في تقديم الخدمات الطبية للمرضى والمجتمع، وتشكل جزءًا أساسيًا من المنظومة الصحية في أي دولة، وفي مصر، يبلغ عدد أعضاء هيئة التمريض أكثر من 250 ألف عضو، يعملون في مختلف المستشفيات والمؤسسات الصحية، ويقدمون أكثر من 70% من الخدمات الصحية.
ورغم أهمية دور التمريض، فإن هذه المهنة تواجه العديد من التحديات والصعوبات سواء على مستوى الجانب المادي أو التدريبي أو التطويري، لذا تولى القيادة السياسية والحكومة اهتمامًا كبيرًا بتطوير مهنة التمريض وتحسين أحوالها، وذلك من خلال إطلاق عدة مبادرات وخطط وبرامج تستهدف رفع كفاءة وجودة التعليم والتدريب والخدمات في هذا المجال.
ففي إطار احتفالات النقابة العامة للتمريض باليوم العالمي للتمريض، أعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، عن بدء تطوير المناهج ومراجعتها، إضافة إلى تشكيل لجنة عليا لتحسين أحوال القطاع الصحي والمعنية بالطب البشري والتمريض والصيدلة، لإعادة النظر في المكافآت والحوافز، خاصة الحوافز المتعلقة ببدل النبطشيات والسهر كجزء من التعويض المادي.
في التقرير التالي، نستعرض مناهج التمريض في مصر، وكيف تعكس الأهداف والمبادئ والمعايير العالمية للتمريض، فضلًا عن تنمية المعرفة والمهارات والقيم لدى الطلاب وتأهيلهم للعمل في مختلف مجالات وتخصصات التمريض.
أساسيات التمريض
من جانبه، يقول محمد حامد، الأستاذ المساعد بقسم التمريض إن مناهج التمريض في مصر تعتمد على أسس علمية ومناهج تعليمية ومقررات علمية تتوافق مع المفاهيم الحديثة للتمريض والممارسة العلمية والتطبيقية، كما تهدف إلى إعداد كفاءات تمريضية ماهرة وقادرة على تقديم الرعاية التمريضية لكافة أقسام وتخصصات التمريض وتعزيز قيم التعلم الذاتي والبحث العلمي.
ويضيف: "التمريض هو مهنة صحية تهتم بالوقاية من الأمراض والمساعدة في شفاء المرضى وتحسين جودة حياتهم، ويلعب دورًا هامًا في تقديم الرعاية الصحية للأفراد والمجتمعات والمؤسسات الصحية، إضافة إلى أنه يتطلب معرفة علمية ومهارات عملية وقيم أخلاقية وإنسانية، كونه يشمل مجالات متنوعة ومتخصصة تتناسب مع احتياجات المرضى المختلفة".
ويستكمل حامد حديثه لـ "الدستور" موضحًا أن مناهج التمريض في مصر تشمل دراسة أساسيات التمريض وأخلاقه وآدابه، وحقوق الممرض والمريض، والتشريح والفسيولوجيا، والأدوية والتغذية والأمراض الباطنية والجراحية والنسائية والتوليدية والنفسية، والصحة العامة.
وتابع "مناهج التمريض في مصر توفر فرص تدريب عملي في المستشفيات الحكومية والخاصة للطلاب، من أجل التعامل مع مختلف الحالات والمرضى، واكتساب المهارات الإكلينيكية المطلوبة، كما تؤهل الخريجين للعمل بأحسن المستشفيات في أي دولة ترغب في العمل بها، وللعمل باحترافية في كافة تخصصات التمريض".
فروق المناهج
ينوّه الأستاذ المساعد بقسم التمريض، إلى أن هناك بعض الفروق بين مناهج التمريض في الجامعات المختلفة في مصر، بعض الجامعات توفر أقسامًا مختلفة للتمريض، مثل تمريض الحالات الحرجة والطوارئ، تمريض صحة المجتمع، تمريض مسنين، إدارة تمريض، تعليم تمريض.
ويستطرد:"بعض الجامعات تطبق مناهج محدثة ومتطورة تتوافق مع المعايير الدولية، وهناك أيضًا جامعات تمتلك مستشفيات خاصة بها، وتوفر فرص تدريب أفضل للطلاب، ويمكن الاطلاع على المواقع الإلكترونية للجامعات لمعرفة المزيد عن مناهجها وأقسامها وشروطها".
في ختام الحديث، يؤكد حامد أن مناهج التمريض في مصر تساهم في رفع مستوى الخدمة الصحية في البلاد، وتحقيق رسالة التمريض في حماية وتعزيز واستعادة صحة الإنسان، آملًا أن يتم تطوير المناهج في الفترة المقبلة، كما أعلنت وزارة الصحة والسكان سابقًا.
تاريخ مُشرف
يعود تاريخ التمريض في مصر إلى العصور القديمة حيث كانت هناك مؤسسات صحية تقدم خدمات طبية وتمريضية للمرض،. كما كانت هناك مدارس طبية تعلم الطب والتمريض، مثل مدرسة إمحوتب في عهد الفراعنة، وفي العصور الوسطى، ظهرت المستشفيات الإسلامية التي كان لها دور بارز في نشر العلوم الطبية والتمريضية، وكان هناك ممرضون وممرضات مشهورون، مثل أبو القاسم الزهراوي والشيخة الروضانية.
أما في العصر الحديث، فقد شهدت مصر تطورًا كبيرًا في مجال التمريض، حيث تأسست أول كلية تمريض في عام 1925 بجامعة القاهرة، كما تأثرت مناهج التمريض بالنظم والمعايير العالمية، وأصبحت تشمل مجالات متخصصة وحديثة، مثل التمريض المجتمعي والنفسي والإداري.