هل هى فعلًا وجهات نظر؟
يا باشا، تعبير «وجهات نظر» دا، بـ نقوله فى الآخر، فى الآخر خالص، فى الآخر خالص خالص خالص، بعد ما نستوفى شوية حاجات ضرورية لـ أى تفاعل ذهنى: يعنى نحدد مفاهيم، نضع معايير، نستخدم المنطق فى الاستدلال، كدا يعنى.
مثلًا مثلًا، لو قرروا يمنحوا جايزة «ممثلة القرن العشرين» لـ اسم فنانة، وقعدنا نتناقش: مين الأحق بيها؟ فـ جه واحد مننا قالى شادية، وواحد قال سعاد حسنى، وواحد قال فاتن حمامة، وواحد قال فاطمة رشدى.
أخونا بتاع شادية، رأيه إنه السينما فن فرجة، فـ ممثلة القرن العشرين يعنى الأكثر شمولا، تمثل وتستعرض وتغنى وتلقى وكل ما يمكن من فنون الأداء، ومفيش ممثلة زى شادية فى دا، حتى لو قلنا إنها فى جانب منهم أقل من ممثلة أخرى بـ نسبة، لكنها جمعت مستوى رفيعًا من كل هاتيك المهارات.
فـ الأستاذ «سعاد حسنى» قال: الجائزة دى خاصة بـ التمثيل، أى حاجة تانية ثانوية، والتمثيل يعنى التشخيص، ومفيش ممثلة أدت شخصيات متنوعة ومركبة زى سعاد من «الزوجة التانية» لـ«غروب وشروق» لـ«شفيقة ومتولى» لـ.. لـ..، على عكس شادية اللى كتير اعتمدت على إنها شادية، بـ خفة ظلها وقبولها هى نفسها، ودا اتضح فى العديد من الأعمال اللى أخفقت فيها زى «اللص والكلاب» مثلًا. فـ«الممثلة» هى السندريلا أخت القمر.
فـ ييجى البيه أبوكرافتة ويقول لك: لأ، الجايزة دى تروح لـ الممثلة الأكثر تأثيرًا، صاحبة المشروع، اللى تقريبًا ما عندهاش فيلم تافه لـ التسلية وخلاص، دايمًا فيه قضايا بـ تعالجها، ودايمًا يعقب أعمالها نقاش مجتمعى، بل وقانونى أيضًا، فـ فاتن هنا هى الأحق بـ أى تكريم.
ييجى مؤيد فاطمة رشدى، يتكلم عن الريادة، واللى عرفتنا أساسًا يعنى إيه تمثيل، ولولاها ما كانتش واحدة من دول ظهرت بـ الشكل دا، أو فتحت آفاقًا فى أعمالها.
هنا بقى، بعد ما كل واحد استعرض «حيثياته»، وعمل الحاجات اللى قلنا عليها فوق، يجوز ما حدش فينا يقنع التانى بـ حاجة، ويجوز كمان نختلف فى صحة ما قاله كل واحد، زى مثلًا إنه حد يشكك فى إنه فاتن حمامة كل أفلامها جادة وتطرح قضايا، ويطرح بعض الأعمال ليها فى الكليتش.
ممكن كمان حد يتساءل: ومين قال إنه سعاد مش مطربة زى شادية؟ بـ العكس، هى أدت أغنيات عظيمة، لكنها وضعت هذه الإمكانية فى خدمة التشخيص، فـ ما كانش عنده منتج غنائى بـ كثافة شادية حجمًا.
أو حد يقول: طالما ريادة يبقى منيرة المهدية أولى.
بص، مش هـ أدوشك، إنما هو دا مثال كروكى كدا لـ نوع النقاش اللى «فى آخره» يتقال: «وجهات نظر»، ونصافح بعض ونروح، إنما نظام: شادية إيه؟ دى سعاد حسنى بـ رقبتها، أو فاطمة رشدى مين والناس نايمين؟ «وقيس على كدا فى أى موضوع لـ النقاش» فـ دى مش «وجهات نظر»، دى حلبسة، وأنا الصراحة الدكتور مانعنى منها، بـ تعمل لى حموّ.