أرباح ومصالح سياسية.. لماذا سرقت نيتفليكس تاريخ مصر في مسلسل كليوباترا؟

سلطت شبكة "تي في بي ورلد" (tv p world) الأوروبية، الضوء على ظاهرة الأفروسنتريك، وسر تركيز منصة نيتفليكس الأمريكية والعديد من المنصات الرقمية الأمريكية الأخرى على ما يعرف بـ"الإفروسنتريك"  (المركزية الإفريقية) وتحريف التاريخ سواء مصر أو غيرها والتراث الثقافي للعديد من الدول والدفع بأطقم عمل ذات بشرة سمراء لأداء أدوار غير مناسبة لهم.

وأفادت الشبكة، أنه لا يمر شهر على ما يبدو دون أن يعلن أحد عمالقة الترفيه عن مشروع يؤدي إلى جدل حول اختيار الممثلين، ويبدو أن الخلاف دائمًا حول نفس الأمر وهو اختيار ممثلين بلون بشرة مختلف عن الشخصية الحقيقية، وهو ما يعني أن العنصرية الحقيقية ليس في تعليقات الجماهير أو الرافضين لتزييف التاريخ وسرقة الهوية وإنما في عقول أصحاب وسائل الإعلام الأجنبية.

الافروسنتريك 

وأشارت الشبكة، إلى أن اختيار شبكة "نيتفليكس" لممثلة ذات بشرة سمراء لأداء دور كليوباترا الملكة المصرية اليونانية، كشف ظاهرة الافروسنتريك، وإصابة القائمين على العمل بعمى الألوان، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تزييف تاريخ دولة من أجل المصالح الشخصية والاعتبارات السياسية.

وأوضحت أن الأمر لا يقتصر فقط على نيتفليكس، حيث اتبعت ديزني نفس الطريق، حيث اعتمد كلاهما على السخرية والنقد وإثارة الجدل، بخلاف طريقة مارفل المبهرة للتسويق لأعمالها من خلال اختيار مشاريع مختلفة ومبتكرة وإعادة تخيل لشخصيات حقيقية في رسوم متحركة وإعادة تصويرها بطريقة مبتكرة.

وتابعت أن الأزمة بدأت بعد إعلان ديزني إعادة عمل "عروس البحر" الشهير مع اختيار ممثلة سمراء لأداء دور أريل، لتثير الجدل مرة أخرى واتهامات لها بالعنصرية، حيث دفعت الجمهور لاتهام الممثلة المختارة بأنها قبيحة ووضع الجمهور في خانة المتهم بالعنصرية، ولكن الحقيقة أن القائمين على العمل هم العنصريين.

وأكدت الشبكة، أن المستفيد الأكبر من هذا الجدل هي ديزني، لأنها ستحقق مكاسب خيالية ودعاية لعملها دون أي مجهود على حساب ممثلة سمراء ليس لها ذنب وجمهور غاضب من الاختيارات السيئة، وتشويه التاريخ الإفريقي الغني، فلا توجد منصة رقمية تعمل من أجل الخير والمساواة والقضاء على العنصرية فهم يعملون من أجل الربح. 

وتابعت أن نيتفليكس أكملت السلسلة باختيار ممثلة سمراء لأداء دور ملكة رومانية معروف عنها أنها أوروبية ذات بشرة بيضاء، واليوم اختارت جيمس أديل الممثلة السمراء أيضًا لأداء دور كليوباترا الملكة المصرية الفرعونية ذات البشرة الفاتحة والملامح المصرية الأوروبية الجذابة.

وأضافت أن نيتفليكس اعتقدت في البداية أنها ستتعامل مع مشاهدين يعتقدون أن هذا العمل وحي الخيال ولكن الأزمة أن كليوباترا شخصية تاريخية شهيرة فهي واحدة من أشهر ملوك مصر الفرعونية وآخرهم أيضًا، ولكن كانت المفاجأة رفض المصريون وعلماء المصريات والمؤرخون حول العالم أكاذيب وإدعاءات نيتفليكس لسرقة الهوية وتاريخ مصر.