الحجر الملعون.. سر أشهر ماسة في تاج الملك تشارلز الثالث
أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن من بين العديد من المجوهرات الرائعة المعروضة لحفل تتويج الملك تشارلز الثالث يوم السبت المقبل، هناك قطعة ستلعب دورًا رائعًا في عملية التتويج.
وتابعت أن الحفل سيتضمن ما لا يقل عن خمس قطع من الماس الأكبر في العالم منها التي سيتم استخدامها لتتويج الملكة القرينة كاميلا.
الجزء المفقود والحجر الملعون
وأشارت الصحيفة إلى أن حجر الماس الموجود في التاج الملكي يصل وزنه إلى 106.3 قيراط ما يعادل وزن قلب بشري، وعند اكتشافه للمرة الأولى كان أكبر، لدرجة أن عامل منجم من جنوب إفريقيا ألقى به من النافذة، ظنًا أنه قمامة، ما يعني أن الحجر غير مكتمل.
وتابعت أنه منذ اكتشافه، اعتقد علماء الأحجار الكريمة أن الماس الهائل الذي نعرفه وموجود في التاج البريطاني لم يكن سوى نصف حجر كريم أكبر وأن ما تبقى منه مفقود في الأرض المشمسة في ترانسفال بجنوب إفريقيا - إما فقد أو سُرق - لأكثر من قرن.
وأضافت أن القصة الحقيقية لحجر كولينان، التي تم العثور عليها في عام 1905، هي قصة غامضة، حيث أثار البحث عن كنز لا مثيل له قصص لعنة على كل من أخذه من الأرض الأفريقية.
وأفادت الصحيفة، بأن الأمر بدأ عندما اكتشف عامل شيئًا بارزًا من الجدار الترابي للمنجم، وبعد استخراجه عثر على حجر ضخم، واعتقد في البداية أنه كتلة كبيرة من الزجاج لكنه قام بتنظيف الأوساخ والغبار، وأدرك أنه اكتشف ماسة ضخمة وبالعودة إلى مكتب المناجم، ضحك أحد العمال على ادعاءه، وألقاه من النافذة؛ ولكن تم استرجاع الحجر الكريم بسرعة ثم وزنه وقياسه، كان أكثر من نصف كيلو وطوله عشرة سنتيمترات.
بعد أسبوع تقريبًا من الاكتشاف، في 1 فبراير 1905، غادرت الماسة المنجم إلى جوهانسبرج حيث عُرضت في بنك ستاندرد. على الرغم من ذلك، سرعان ما أدركت شركة Premier Mine أن لديها الآن مشكلة وهي أن الماس ببساطة كان ثمينًا للغاية بحيث لا يمكن الاحتفاظ به في جنوب إفريقيا، ما أعقب ذلك كان عملية لتهريبه إلى لندن، وتم إخفاء كولينان في صندوق قبعة خاص بزوجة موظف كبير في الخدمة البريدية في جنوب إفريقيا وتم نقلها بالقطار البخاري من جوهانسبرج إلى كيب تاون، ثم تم وضعها في البريد العادي للطرود وأرسلت سراً إلى لندن أثناء وجودها على متن نفس السفينة، حيث تم وضع صخرة لا قيمة لها في صندوق بسكويت، وحُبست في خزنة القبطان، ووضعت تحت حراسة مسلحة على مدار 24 ساعة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حجر ألماس الضخم وصل إلى المملكة المتحدة في أوائل أبريل 1905، لكنه ثبت أنه أكبر من أن يُباع في عام 1907، اقترح الجنرال لويس بوتا، رئيس وزراء ترانسفال المنتخب حديثًا، شرائه وإهدائه للملك إدوارد السابع (الذي كان ملك جنوب إفريقيا آنذاك) كرمز لولائهم.
كان عرضًا مثيرًا للجدل، ولكن تم قبول كولينان رسميًا من قبل الملك كهدية في عيد ميلاده السادس والستين.. في 9 نوفمبر 1907، سافرت إلى محطة السكة الحديد الملكية في ولفرتون بالقرب من ساندرينجهام ، في عربة من الدرجة الأولى مع مرافقة ضخمة من الشرطة، لتقديمها إلى العائلة المالكة.
استغرق الأمر ثمانية أشهر لتقطيع الماس إلى القطع التسع الرئيسية، كولينان الأول إلى كولينان التاسع، والتي تعد الآن من بين المجوهرات الأكثر قيمة للعائلة المالكة.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن أحد رجال البلاط الملكي، كشف سرًا وهو أن الحجر الكريم الذي وصل إلى المملكة المتحدة، كان أكبر بكثير وقت اكتشافه، ما يعني أن ثمة جزء مفقود، وأطلق عليه لقب الحجر الملعون فيما بعد، بسبب عدم القدرة على إيجاد الجزء المفقود.