مصر قبلة الآمان.. خبير سياسة دولية يعلق على فتح المعابر أمام السودانيين
علق الدكتور حامد فارس رئيس مركز الجمهورية الجديدة للدراسات السياسية والاستراتيجية، على فتح المعابر أمام السودان، بأن مصر هي قبلة الآمان لكل شعوب المنطقة العربية والقارة الإفريقية وتربطها بها علاقات وثيقة ووطيدة دائمًا وفي الأزمات تلجأ الدول الإفريقية والعربية إلى مصر للاحتماء بها باعتبارها الدرع والسيف وواحة الأمان في القارة.
وبذلت أجهزة الدولة جهودًا عديدة لإجلاء المصريين العالقين في السودان، التي اشتعلت الأحداث فيها سريعًا خلال الأيام القليلة الماضية، بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
وتم إجلاء 436 مواطنًا من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية، وبذلت الدولة جهودًا عديدة في ذلك الأمر، وما زالت السفارة المصرية في الخرطوم تنسق مع المكتب القنصلي لاستمرار عملية الإجلاء.
وتابع "فارس" لـ"الدستور": "الأحداث ستؤدي إلى موجة لجوء ونزوج كبيرة في السوادن، وتشير إلى أن الأرض تتهيأ لوجود حرب شاملة وليس فقط عملية عسكرية أو مناوشات في أماكن متفرقة ولكن سيكون هناك سيناريو الأرض المحروقة، بما يمثل تهديد للأمن القومي لشرق افريقيا".
قال "فارس" إنه "لا بُد من استقبال الرعايا وفتح المعابر كما تفعل مصر حاليًا، ولكن شرط أن يكون هناك تنسيق وإجراءات بين مصر والسودان، لأن الأمر يمثل تهديد للأمن المقومي المصري في حال زيادة أعداد النازحين للدولة دون تأشيرة".
وتابع "الدخول الحالي بدون تأشيرة أو تنسيق سيؤدي إلى موجات نزوج ضخمة قد يندس بها إرهابيين، لا ينتمون إلى الأشقاء المصريين، ويحاولون اقحام مصر في ذلك الصراع، ومصر تحاول أن تكون بمنأى عما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وتبعد عن الأوضاع العسكرية والأمنية المضطربة في المنطقة".
وبين أن "هذا الاجراء لن يحدث بهذه الطريقة، لأنه لا بد أن يتوافق مع القوانين المصرية ويتوافق مع الإجراءات والشروط التي وضعتها السلطات المصرية لقبول طالبي اللجوء، فمصر من أوائل الدول التي تستضيف الأشقاء من العالم، فهي بها 4 مليون سوداني فلا بد من التشاور ووضع شروط حقيقية تقبل أعداد من اللاجئين بما يتوافق مع الاستقرار في مصر".
وإلى الآن وفق ما أعلنته وزارة الهجرة المصرية، تم إجلاء أغلب الطلاب المصريين في السودان، والذين تم توفير الدعم الكامل لهم وتسهيل عملية الإجلاء منذ الإعلان عن اشتعال الأحداث في السودان.
وبحسب بيانات وزارة الهجرة، فإن عدد المصريين في السودان يصل إلى 10 آلاف، إضافة إلى 5 آلاف طالب، وربما يكون العدد أكثر بسبب عدم تسجيل البعض بياناتهم.