منى العساسي.. الفتة والمراجيح ابرز مظاهر العيد
العيد فرحة ولا يمر عيد دون أن نضع بصمتنا ونمارس طقوسنا فلا مهرب من عمل الكحك، ليس هناك بديل من ارتداء الملابس الجديدة، ليس هناك فرحة تماثل فرحة عطاء العيدية، وأخذها عن العيد الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصريين، وترصد “الدستور” شهادات الكتاب المصريين عن العيد وطقوسه.
قالت الكاتبة الروائية منى العساسي: “حضرت العيد في عدد من الدول لكنه لا يشبه مصر، فلا أطفال في الشوارع ولا ملابس زاهية ولا أصوات صواريخ ولا معايدين يلفون الشوارع، حضرت العيد في عدد من الدول لكنه لا يشبه مصر، فلا أطفال في الشوارع ولا ملابس زاهية ولا أصوات صواريخ ولا معايدين يلفون الشوارع”.
وأكدت العساسي على أن: "أجمل الأعياد قضيتها في قريتي في الشرقية، أتذكر كيف كانت جدتي فاطمة رحمها الله تجلس بنا بعد الفطور في أواخر شهر رمضان وتضع بنفسها مقادير الكحك في " التسط" وتبدأ أمي ببس العجين وزوجات أخوالي بتقطيع العجوة وتجهيز الصيجان والصواني، يجتمع الجيران والأقارب لنتشارك جميعًا في تشكيله، وفي الصباح تشتعل الأفران لتسويته ونساهم نحن في توصيل الصيجان إلى جدتى التي تتولى أمر التسوية بنفسها بينما بعض العمات يبدأن في عجن البسكويت وتقطيعه، والرائحة تداعب شهيتنا لدرجة تجعل من إتمام صيام هذا اليوم إنجاز كبير، فالبعض كان والديه يسمحا له بالفطور بعد محاولات مستميته لإقناعهم، ومنا من كان يوفر على نفسه عناء المعايرة -وأنا منهم بالطبع- ويسرق الكحك خفية".
وأشارت العساسي إلى أن: “منذ اليوم الأول العيد في يتم تفريغ دولاب الملابس استقبالًا لفستان العيد والجزمة والشنطة وكل ساعة يجب أن نذهب لنطمئن عليها، وكل زائر من الأقارب يجب أن نجره جرًا إلى الدولاب ليرى ملابس العيد”.
وتابعت العساسي، أما عن يوم الوقفة تعمل أمي طوال اليوم غسل وترتب المنزل، وفي الليل نظل مستيقظين منتظرين الصباح، فلا يأتي النوم إلا في الربع الأخير من الليل، توقظنا أمي بصعوبة بالغة مع أذان الفجر، نرتدي الملابس الجديدة وتضع لنا الكحك والبسكويت مع الشاي واللبن وتتركنا نتناول فطورنا أمام التلفزيون حيث تكبيرات العيد بالمسجد تنافس صوت صفاء أبو السعود على القناة الأولى "أهلا بالعيد"، وتذهب هي إلى المطبخ، تضع الديك الرومي أو ذكر البط المتين فوق النار، وتتوجه بعد ذلك لعمل الرقاق عند الفرن الفلاحي مع الجيران، بينما نحن نخرج مع اطفال الجيران، نلتف حول باب المسجد لنشاهد صلاة العيد.
وأضافت العساسي، “بعد انتهاء الصلاة يذهب المصلين أفواجا أفواج ليهنئوا كل بيوت القرية، يصطف النسوة في الشوارع أمام الأبواب ينتظرون المعيدين، بعد ذلك نعود للمنزل على الحادية عشر تقريبًا، نرص الحلوى والسوداني المحمص طازجا والكحك على صينية ونضع في السبت بطة او دجاجتين ونذهب تباعا الي زيارة عماتي لمعايدتهم ونجمع العيديات”.
وختمت العساسي: "وعندما نعود إلى المنزل نشتري البلالين وألعاب العيد “العرائس والمسدسات والبمب، على الغداء نلتهم البطة والشوربة الدسمة وفتة الرقاق، وطبعًا بعد ذلك يسرقنا النوم حتى قرب المغرب، تبدأ بعد ذلك زيارات الأقارب بينما نذهب نحن مع رفاقنا إلى المراجيح (الملاهي) في البلد المجاور، بالليل نجتمع أمام التلفزيون لمشاهدة الفيلم أو المسرحية الجديدة التي ستعرض على القناة الثانية حتى نغط في كان يستمر تبادل الزيارات طوال أيام العيد، تغيرت هذه العادات الآن، فقد أصبح الناس يميلون للعزلة والفردية”