البابا فرنسيس يلتقي المشاركين في رحلة الحج إلى روما
التقى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان صباح السبت في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان المشاركين في رحلة حجّ إلى روما من أجل رفع الشكر لله على احتفال تطويب أرميدا باريلي والذي تم لسنة خلت في ميلانو.
وجه البابا فرنسيس للحاضرين خطاباً استهله شاكراً الجميع وخاصاً بالذكر الجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس في ميلانو، لافتا إلى أن أرميدا باريلي كانت من بين مؤسسي الجامعة، وأكد أن هذه المرأة تمكنت من صنع أعمال كبيرة، وفعلت ذلك بفضل نسج شبكة من العلاقات في مختلف أنحاء إيطاليا وهذا ما يظهر من خلال رسائلها العديدة، وحذّر فرنسيس من مغبة الاتجاهات المعاكسة لهذا التصرف والتي تضر بالحياة العائلية، وهي موجودة على المستوى الاجتماعي، فضلا عن انتشار الاستقطاب والتطرف اللذين لا يتركان فسحة للحوار وينالان من البعد الإنساني.
وبعدها تحدث البابا عن حاجتنا اليوم إلى نموذج متكامل، يتميز بالكفاءة والنشاط، وهما صفتان غالباً ما يتم ربطهما بأدوار الرجال، مع الاهتمام أيضا بالعلاقات والإصغاء والقدرة على التوسط ونسج الشبكات، وهي نشاطات ميزت دوما عمل المرأة.
وأكد بابا الفاتيكان أن الطوباوية باريلي ساهمت، من خلال جامعة القلب الأقدس، في تنشئة الضمير المدني لدى آلاف الشبان ومن بينهم العديد من النسوة. وهذا النشاط ظهر بشكل جلي، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما حان موعد إعادة إعمار إيطاليا وعندما انطلقت العملية الديمقراطية.
وقال البابا إن ثمة حاجة اليوم أيضا إلى نسوة، يحركهن الإيمان، قادرات على ترك بصمة في الحياة الروحية وفي التربية والتنشئة المهنية.
وتوجه البابا إلى الشبان المنتمين إلى حركة "العمل الكاثوليكي"، وذكرهم بأن باريلي كانت أيضا رسولة، وشكلت حياتها مثالا على ملكوت الله الذي ينمو ويُثمر في كل مكان، وأظهرت لنا كيف أن الرب يصنع أموراً عظيمة عندما يستسلم الأشخاص لمشيئته ويعيشون الوداعة والإبداع والعمل الدؤوب. وأكد فرنسيس أن سيرة حياة الطوباوية تتحدث عن مثابرتها في المكوث إلى جانب الرب، كغصن الكرمة، وتُظهر رغبتها في عيش هذه الخبرة مع الجميع. وأوضح البابا أنها شاءت أن تجعل من حياتها عطية للآخرين، وأن تجعل من نفسها "رسالة"، بغض النظر عن محدودياتها ونواقصها.