مجلة تكشف سر العثور على بقايا سحالي في توابيت مصر القديمة
سلطت مجلة "سميثسونيان" المتخصصة في العلوم والتاريخ، الضوء على استخدام العلماء تقنية تصوير مبتكرة للنظر داخل 6 توابيت للحيوانات، عمرها 2500 عام من مصر دون فتحها أو إتلافها.
وأفادت المجلة، بأنه باستخدام التصوير المقطعي النيوتروني من أجل الرؤية من خلال الصناديق المعدنية، حيث وجد الباحثون بقايا سحالي وقطع القماش التي ربما كانت ملفوفة حول أجسامها الصغيرة.
- بقايا سحالي في توابيت الفراعنة
وأكدت المجلة، أن التصوير المقطعي النيوتروني تضمن إرسال حزم من النيوترونات عبر جسم ما لإنشاء صورة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، بناءً على كيفية تشتت النيوترونات أو امتصاصها، حيث يمكن للعلماء إنشاء صورة للمادة العضوية بالداخل.
وتابعت أن هذه التقنية تُعدّ أداة مفيدة بشكل متزايد لدراسة الأشياء الهشة والحساسة والتي يصعب فتحها من الماضي، مثل قلادة من القرون الوسطى عمرها 800 عام مليئة بالعظام الصغيرة.
وأضافت أنه في هذه الحالة، أراد العلماء في المتحف البريطاني معرفة ما كان مخفيًا داخل 6 توابيت في مجموعة المتحف وجميع التوابيت، المعروفة أيضًا باسم الصناديق النذرية، يتراوح طولها من 2 إلى 12 بوصة.
وتابعت المجلة أن التوابيت لا تزال مختومة ومصنوعة من سبائك النحاس، وكانت مغطاة بأشكال ثعبان البحر والكوبرا والسحالي، والتي قادت الباحثين إلى الاعتقاد بأنهم قد يجدون بقايا حيوانات بداخلها ففي البداية، حاول الفريق استخدام الأشعة السينية، لكن هذا فشل في الكشف عن الكثير من التفاصيل لأن الصناديق مصنوعة من المعدن.
وأضافت أنه مع التصوير المقطعي النيوتروني، كشفت الصور عن عظام وشظايا عظام وجمجمة سليمة من المحتمل أنها تنتمي إلى السحالي من فصيلة ميسالينا، لكن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد النوع الدقيق.
- ارتبطت السحالي والثعابين والأنقليس بشكل خاص بآلهة الشمس
وتابعت أن سحالي ميسالينا هي زواحف صغيرة تسكن شمال إفريقيا، وغالبًا ما تكون مخططة أو مرقطة، ومن المحتمل أنه تم تحنيطهم كجزء من "الممارسات والمعتقدات الدينية التي ازدهرت بشكل خاص في الألفية الأولى قبل الميلاد"، كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة دانيال أوفلين، عالم التصوير بالأشعة السينية في المتحف البريطاني، فإنه غالبًا ما كان يُعتقد أن هذه الحيوانات هي تجسيد للآلهة أو تستخدم كقرابين.
ويقول أوفلين "ارتبطت السحالي، مثل الثعابين والأنقليس، بشكل خاص بآلهة الشمس في مصر القديمة مثل أتون وآمون رع".
عثر الفريق أيضًا على الرصاص داخل بعض الصناديق، والذي من المحتمل أنه كان يتم سكبه أثناء الانصهار، ويقترح العلماء أن قدماء المصريين اعتقدوا أن المعدن له خصائص سحرية، أو ربما من الناحية العملية، كان سيجعل الصناديق المزينة بالتماثيل أقل ثقلاً.
وأشارت المجلة، إلى أنه بالرغم من توصل العلماء لبعض الحقائق، ظلت تساؤلات حول كيف ولماذا ماتت المخلوقات، وقال أوفلين جينيفر ناليويكي إنه من الممكن أن المصريين القدماء ضحوا بالسحالي، أو كانوا تمثيل القرابين للآلهة.