أوردولوغلو: أنطاكية هي كنيسة حيّة نابضة بالإيمان رغم الوجع والدّمار والخراب
"لم يكن فصح السّيّد المسيح في أنطاكية العام 2023 فصحًا عاديًّا، إنّما كان فصحًا تاريخيًّا أعاد تثبيت الحضور المسيحيّ في أنطاكية مع قدوم البطريرك يوحنّا العاشر، كما أظهر هذا اليوم الفصحيّ للعالم أجمع أنّ أنطاكية هي كنيسة حيّة نابضة بالإيمان والشّهادة والقدّيسين رغم الوجع والدّمار والخراب."
هذا ما أوضحه وكيل البطريرك يوحنا في أنطاكية الأرشمندريت بولس أوردولوغلو في تصريحات له، والّذي أجاب من خلالها على جملة تساؤلات تحمل الألم والأمل معًا، وهو الّذي رافق العائلات منذ وقوع الزّلزال، ورأى بأمّ العين المأساة، وسمع صراخ وأنين الأطفال تحت الرّكام.
وتابع: "عندما وقع الزّلزال كنت في البلمند مع صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا في المكتب البطريركيّ، ومنذ اللّحظة الأولى طلب منّي غبطته أن آتي فورًا إلى أنطاكية للوقوف إلى جانب أخوتنا وأخواتنا المتضرّرين ولنعاين بوضوح ماذا حصل".
وأستكمل: "جئت إلى أنطاكية ورأيت ما رأيت، وسمعت ما سمعت، فقلت يا ربّ ساعدني وقوّيني كي أساعد أخواتي وأنقذهم من تحت الرّكام، ساعدني لننقذ أطفالنا ولنخفّف من صراخهم تحت الرّكام، أنا الإنسان الضّعيف، فوقفت لبضعة دقائق ولغة الصّمت بادية على وجهي نظرًا لما رأيته من دمار مخيف، أنطاكية، الشّعب والكنيسة كلّه دمار وخراب، فلم تبق إلّا الأشجار الّتي تنطق بلغة الحياة وإعادتها يومًا ما".
أضاف: "نعم، لقد أخذت على عاتقي كلّ المسؤوليّة، وبتوجيه من صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا وبالتّعاون مع كلّ الكنائس والطّوائف، استطعنا أن نؤمّن أماكن لأبناء أنطاكية في مرسين لأنّ بيوتهم باتت حجارة صامدة، والبعض من أخوتنا في أنطاكية غادر إلى أماكن أخرى. وبالتّالي كان همّنا الأوّل والأساس إنقاذ أخوتنا وأطفالنا وعائلاتنا، كما أنّنا قد خسرنا العديد من أبنائنا وبناتنا نتيجة هذا الزّلزال القاسي".
وأوضح الأرشمندريت بولس: "إنّ زيارة البطريرك يوحنّا الاستفقاديّة إلى أنطاكية ولواء الإسكندرون ومرسين قد أثبتت شعلة النّور في أنطاكية وأعطت لأبناء الكنيسة في هذه المنطقة الأمل والرّجاء والولادة الجديدة رغم أنّ مشوار إعادة الإعمار ليس سهلاً بسبب حجم الدّمار".