وحدة التراث الحضاري..
كيف حافظت الدولة على التراث من معهد الفلك؟
عام منذ انطلقت أعمال وحدة التراث الحضاري بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة.. اسم قد يبدو في وهلته الأولى بعيدًا عن العلوم الفلكية والجيوفيزيقة، لكن تفاصيلها تحوي مهامًا دقيقة في مجالات العلماء المصريين العاملين في المعهد، للحفاظ على ما ترك الأجداد.
لم تكن بداية الحكاية هنا قبل 365 يومًا فقط، فالأعمال انطلقت فعليًا قبل 31 عامًا، كما يروي الدكتور جاد القاضي، رئيس معهد الفلك، في حديثه لـ "الدستور": بدأنا في مصر تطبيقات الجيوفيزياء في مجال الكشف عن الآثار منذ عام 1992، وكانت التطبيقات جديدة في العالم كله، ودخلنا في الاستكشاف وحماية المواقع الآثرية من مخاطر تسرب المياه الجوفية ومخاطر الزلازل، وكان من أهم المشاريع التي عملنا بها هي ترميم منطقة أبو الهول الذي قامت عليه اليونسكو..
كان أحد نتائج المشروع تغطية ترعة المنصورية لمنع تسرب المياه، وتركيب الصرف الصحي لنزلة السمان.
وأضاف القاضي: توسع العمل في مجال الآثار سواء كشف أو حماية، إلى جانب المشاركة في أعمال مع بعثات أثرية مصرية وأجنبية، وأسسنا العام الماضي وحدة التراث الحضاري المتقدم، المعنية بكل أقسام المعهد التي لها علاقة بالآثار، وتشارك في مهام الكشف والحماية.. ومؤخرًا أصبح لدينا توثيق المواقع الأثرية باستخدام التطور التكنولوجي عن طريق الليزر ثلاثي الأبعاد، حيث يصور المواقع بدقة عالية جداً، تصل إلى الأجزاء من المللي متر، وهي مهمة للغاية لإعادة ترميم الآثار، وتستطيع إعطاء المرمم تفاصيل الترميم حتى لو تآكلت أجزء من الأثر.
الأمر لا يتوقف هنا فحسب، فالأحدث في طريقه عن طريق الوحدة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، عن طريق تنفيذ تقنية الواقع الافتراضي في مجال الآثار، حيث بدأت بهرم هوارة ومنطقة هوارة الأثرية، بحيث يتمكن السائح من زيارة الآثار عن بُعد - حسبما يقول الدكتور القاضي، مؤكدًا أنهم انتهوا من النموذج، وفي انتظار اعتماده.