"سوق الكانتو" في القاهرة.. مول ملابس الغلابة
ذاع سيط “سوق الكانتو” في القاهرة بعد عرض مسلسل “سوق الكانتو”، بطولة أمير كرارة، مي عز الدين، فتحي عبدالوهاب، محمود البزاوي، محمد عبدالعظيم، ثراء جبيل، الأمر الذي دفع “الدستور" لرصد قصص البائعين في “سوق الكانتو” بالقاهرة.
أرض واسعة تأج بالأقمشة والملابس التي يأتي بها التجار من الشام- سوريا وفلسطين والأردن-، لبيعها في مصر، التي كانت قبلة للتجارة في المنطقة، وظلت مكانًا يملئه الخير والرزق الوفير حتى القرن 19 ميلاديًا، وهنا هجر التجار المحال الخاصة بهم، وباعوها لليهود، الذين روجوا فيه للبضائع المستعملة، هكذا يبدو سوق الكانتو قديمًا، والتي تعود تسميته إلى اللغة الإيطالية، وتعني سوق المستعمل.
وبعد رحيل اليهود من مصر، استخدم المصريون المحال التجارية بسوق الكانتو، ليتحول بعد ذلك لأكبر وقدم أسواق المستعمل في القاهرة والإسكندرية، يباع فيه كل ما هو قديم ملابس، أجهزة كهربائية، سجاد، ومفارش، وغيرها من الأدوات التي لا يستطيع الفقراء شراؤها إلا من خلال هذه الأسواق.
يبدأ سوق الكانتو في القاهرة فبعد أن كان كبير جدًا، يملأ منطقة العتبة والدرب الأحمر، انكمش حتى أصبح ممر في منطقة الخيامية، وحواريها، الأمر الذي جعل البحث عنه والوصول إليه في غاية الصعوبة، إلا أنك فور أن تطأ قدماك أرضه، تجد أصوات الباعة الجائلين تلاحقك " القميص بـ30 جنيهًا والبنطلون بـ50 جنيهًا".
افترش تجار الملابس المستعملة الأرض، ومعهم عدد من الاستاندات التي عليها ملابس لماركات عالمية بأسعار تقل عن 20%، وتحدث أحد الباعة لـ"الدستور" قائلًا: “إنه يعمل في هذا المجال منذ نعومة أظافره، فقد ورث المهنة أبًا عن جد، وتبدأ رحلته في شراء الملابس المستعملة من محافظة بورسعيد، المشهورة ببالات الشحن القادمة من بورسعيد، وبعدها يبدأ في بيعها في الأسواق بأسعار منخفضة جدًا”.
أشار إلى أن المكسب من البالات أو الملابس المستعملة كبير جدًا، وفي المواسم يزداد أكثر، وإقبال المواطنين يزيد عادًة في المواسم والمناسبات، أما في الأيام العادية في الإقبال يكون بسيط جدًا، مضيفًا أجدادي ساندوني وعلموني أصول الحرفة.
أضاف أن الملابس بمجرد أن تأتي من بورسعيد، تدخل في المغسلة لتنظيفها وتطهيرها، وبعدها يتم كيها، وطرحها في المحال التجارية لبيعها في الأسواق.
وفي ذات السياق، قال حسنين عبدالحق، 70 عامًا، لـ" الدستور" إن سوق الكانتو لم يعد معروف عند العديد من المواطنين، إلا الذين اعتادوا منذ القدم شراء احتياجاتهم منه، وهذا ما يعيد الدماء إلى المكان، الذي عاشت فيه العديد من الجاليات الأجنبية في مصر لعقود، وأتقنوا التجارة، وازدهروا فيها بشكل كبير جدًا.
أوضح، أنه بعد فترة من تراجع الوضع التجاري في مصر حينها، هرب الجميع وأصبح سوق الكانتو مصري تمامًا، وكانت تباع فيه كل السلع، مشيرًا إلى أن مهنة السكاكسونيا عرفت في سوق الكانتو، وبعدها انتشر التجار في الأسواق، وفي الشوارع.