أبرزها "سره الباتع".. مواقف وطنية مشرفة للكنيسة المصرية القبطية
في حلقة أول أمس من مسلسل “سره الباتع”، وعندما يحكم جنود الحملة الفرنسية الحصار على حامد ورجال المقاومة المصرية، يقترح “مرقص” وهو أحد رجال مقاومة الاحتلال الفرنسي الغاشم، أن يلجأ حامد ورجاله إلى الدير، ويستأذن كبير رهبان الدير في أن يحتمي رجال المقاومة وحامد بالدير، فما كان من القمص إلا أن وافق مرحبا.
وللكنيسة المصرية القبطية مواقف وطنية مشرفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، موقف القمص “سرجيوس”، الذي خطب في الجامع الأزهر خلال ثورة 1919، لوأد الفتنة التي أراد الاحتلال الإنجليزي أن يشعلها بين عنصري الأمة من المصريين، وصولا إلى موقف البابا تواضروس الثاني، ومقولته الخالدة: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”، والتي كانت المعبر الأوضح عن تلاحم الشعب المصري ضد جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، عندما أشعلوا وأحرقوا عددا من الكنائس على خلفية ثورة 30 يونيو 2013.
ــ استقلال الكنيسة المصرية مبكرا
وفي كتابه “هوامش المقريزي”، يروي الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى، عددا من المواقف المشرفة والمضيئة للكنيسة القبطية المصرية.
يقول “عيسى”: عرف الأقباط المصريون، من تجربتهم مع الدولة البيزنطية، أن استقلال كنيستهم واستقلال وطنهم، هو الضمان الأساسي لتمتعهم بحرية العبادة، فعلي الرغم من أن البيزنطيين كانوا مسيحيين، فقد لاقي أقباط مصر على أيديهم العذاب والاضطهاد، لأنهم كانوا مستعمرين أولا وقبل كل شيء.
وإلى الآن يذكر الأقباط في صلاتهم الدورية، سير الشهداء الذين سالت دمائهم علي يد سلطة تزعم لنفسها الإيمان بالمسيحية، ومع ذلك كان عدد الذين قتلتهم من المسيحيين المصريين يفوق بما لا يقاس من لقوا حتفهم منهم علي يد الأباطرة الوثنيين.
ويلفت “عيسى” إلى: ولهذا كله، رفض أقباط مصر دعوة زعماء الحرب الصليبية للاشتراك فيها، أو تقديم أي مساعدة لهم في الاستيلاء على مصر، وهو ما كان أحد الأسباب لفشل حملات الصليبيين لغزو مصر، وغاظ ذلك المستعمرين الأوروبيين الذين جاءوا وهم يرفعون رايات الصليب، فأصدروا قانوا يمنع أقباط مصر من زيارة بيت المقدس، عندما احتلوها، بدعوي أنهم ملحدون.
ــ هكذا أساء الصليبيين إلى أقباط مصر
وعندما دخل الصليبيون إلى دمياط، أساءوا إلى الأقباط وطردوا المطران المصري لكنيستها، وعينوا آخر من قبل كنيسة روما، كما أنهم قتلوا كثيرين منهم.
وفي عام 1204م وفي أيام الملك العادل، عبر الإفرنج حدود مصر من جهة رشيد، وتقدموا إلى “فوة” وتحصنوا فيها، وكان فيها أقباط كثيرون ولها أسقف مخصوص، فقتلوا كثيرين وطردوا غيرهم، وعندما أنهزم الصليبيون، ابتهج الأقباط، ولما رأي الملك العادل منهم ذلك ركن إليهم وقربهم ورفع مقامهم.
وأضاف: «قاومت الكنيسة المصرية دائما المبشرين الغربيين، وخشيت منهم على رعاياها، وكان البابا “كيرلس” الخامس شديد الضيق بنشاط البعثة التبشيرية الأمريكية، واعتبرها تعمل في خدمة بلادها وكنيستها ولا تعمل في سبيل المسيح».
وفي حوار بينه وبين المبشر الأمريكي “يوحنا هوج” حضره القنصل الأمريكي، حاول المبشر أن يثني البابا عن مقاطعة الإرساليات التبشيرية وقال له إن المبشرين الأمريكان لا يعلمون الناس إلا الإنجيل الطاهر، وكنا لذلك ننتظر أن تشكرهم غبطتك، وأن تفسح لهم مجالا لتعليم الإنجيل، وثار كيرلس الخامس ثورة عنيفة، وقال له الإنجيل الطاهر؟! وهل الأمريكان وحدهم الذين عندهم الإنجيل؟ لماذا لا يعلمونه للزنوج في بلادهم إذا كان عندهم؟! ولم يحر المبشر الأمريكي جوابا.