«الرواية والمعرفة».. كتاب جديد لعادل ضرغام عن هيئة الكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب "الرواية والمعرفة.. قراءات في الرواية المعاصرة" للدكتور عادل ضرغام أستاذ الأدب الحديث والنقد بكلية دار العلوم.
تصدير الكتاب
وجاء في تصدير الكتاب: "للمعرفة أو للفكر في الرواية جانبان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، الأول منهما يتمثل في ارتباطه بالدلالة وتحديد أساس فكري أو تيمة أو موضوع يتعلق بحركية الفن وتاريخيته في تقاطعه مع الوجود الجدلي للإنسان في العالم، وهذا التقاطع يحيل التيمة في معالجتها أو مقاربتها إلى منحى معرفي أو فلسفي، والأخير يتمثل في وعيه بسياق النظرية والموتيفات والمنطلقات الفنية الأساسية التي تحرّك التوجه العام، في إطار جدل النظريات بين السابق الذاهب للتلاشي والاضمحلال بالتدريج، والآني انشدادا لمنعطفات سياقية حضارية.
المعرفة الأولى ضرورية لكل روائي، ولكل نص يتخطى حدود الحكاية الخطية إلى نص تتآزر بنيته لتأطير وتوليد هذا البناء الفكري والمعرفي، وفي ذلك تشير أيريس مردوخ إلى أن هناك إمكانية لتمرير الجانب المعرفي والفلسفي عبر الرواية. فرواية (الغريب) لألبير كامي ليست بعيدة عن أفكار وفلسفة نيتشه العدمية، وحديثه عن الإنسان الأعلى الذي يشعر نتيجة لذلك باغتراب أو نقصان له صفة الديمومة. وفي روايات باولو كويللو، وخاصة روايته (ساحر الصحراء) يتجلى الحضور المعرفي والفلسفي الروحي المرتبط بالإشراق الصوفي للوصول إلى اللانهائي، وذلك من خلال تتبع الإشارات الدالة التي تشير إلى الطريق، والإحساس الباطني.
مقدمة الكتاب
وفي المقدمة التي كتبها الدكتور عادل ضرغام للكتاب يقول:" يشير روبرت فيديان في دراسته (بندول فوكو ونص النظرية) إلى أن هناك إشارات تدلّ على أن الرواية بُنيت بشكل خفي حول أفكار (فوكو) التي رفض إيكو وجودها، من خلال نفيه أن تكون روايته متعلقة بهذا الفيلسوف والمنظر الأكثر تأثيرا في القرن العشرين مشيرا إلى كون هذا الالتباس بين فوكو صانع البندول وفوكو المنظر مجرد مزحة سطحية. وقد تنبهت ليندا هوتشيون إلى ذلك حين أشارت إلى الترابط الحتمي في مقالها (حافة السخرية) أن الرواية-أي بندول فوكو- تعدّ تعليقا ساخرا ومستمرا على نظريات ميشيل فوكو، ولهذا يشير روبرت فيديان إلى أنه يمكننا قراءة (فوكو) في عنوان الرواية على أنه كناية عن نظريات ما بعد البنيويين بشكل عام.
فبندول فوكو في ظل هذه النظرة نقد للتأويل المفرط للنص، ونقد لليقين أو الوهم بامتلاك الحقيقة، والتعلق بها، من خلال تصوير الأبطال الثلاثة (بيلبو- وديوتاليفي- وكازابون) في إطار مساحة من الريب بين الخيالي والواقعي، أو بين الحقيقي والزائف، فإمبرتو إيكو من خلال مقتل اثنين من أبطال روايته، وانتظار الثالث لملاحقيه، أي يتحرك نحو مقتله الحتمي، يؤكد على رسالة واضحة، تتمثل في إنه بالرغم من الإيمان بانفتاح الدلالة وعدم محدوديتها، فإن ذلك لا ينفي وجود تأويلات خاطئة، بل على العكس يمكن أن تصبح تأويلات قاتلة.