صدر حديثا.. قصص «المسكونة» لبراءة الأيوبي
صدر حديثا عن دار «الآن» ناشرون وموزعون، المجموعة القصصية "المسكونة" للكاتبة اللبنانية براءة الأيوبي، والذي تشارك به بفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والخمسين، المسكونة 27 قصة قصيرة تجمع في سياقها السردي والجمالي في مناطق تتأرجح مابين الواقعي الحسي والخيالي المرتبط بحالات من الجيشان او الفوران التي تنتاب الساردة في ما يخص الإنساني والعاطفي.
وكذلك الرومانسي فيما يشبه الرسائل التي تنطلق من الذاتي في صور بوحية تمزج مابين الشعر والنثر في قص رجراج مرتبط في الغالب بزوايا النظر التي تخص كل انثى وتحديدا في المسار العاطفي.
الكاتبة براءة الأيوبي المتأثرة بثمة تيمات كلاسيكية عظيمة تعتبر مرجعيات للسرد مثال ألف ليلة وليلة وبعض من أطياف كتابات صوفية للنفري والتوحيدي وهذا بدفع الحدس والحواس لتشكيل الحدث القصصي بتقطير سردي حاذق يجمع ما بين عمق المعنى المراد إيصاله للقارئ، أي قارئ وكذلك الدعوة المبطنة بالخفة والثقل في آن بغية توريط المستقبل القارئ للنص في مجمل محبطات الوجودي بعدما تم ترسيخه في ذهن العامة بسبب طغيان اليومي والمعيشي والحياتي.
القصص أشبه بدفقات أو لنقل طلقات تحرك الساكن والمسكون في روح وجسد ومشاعر الأنثى اللبنانية / العربية، دون خجل ولا تردد بحيث أن الدافع للكتابة وهو الظاهر في شكل السرد للقصص كافة هو نفس واحدة وروح جياشة محلقة يحسبها المتذوق للنسق والبناء القصصي بجمالياته ولغته أو الأدبي بتلوناته القابلة للتأويل والتفاعل مع كل فتاة أو بنت أو حتى امرأة على حدة، أنها شبه سيرة ذاتية وماهي إلا أداة لتوريط المشتبك مع النص في قضايا أصبح هو الرجل، فاعل ومفعول به في طور تجلياتها وانعكاساتها على حياته ويومه حيث ترى الكاتبة ومن خلال الإلحاح على تيمات الوجد بالآنا الساردة، أنه لا خلاص للبشرية من القهر والوحدة والغربة إلا بالحب، مجموعة "المسكونة" حوار من الذات لذوات مقهورة متعطشة للحرية والتوق للتواصل مع الآخر ليس بغية الإيقاع به في صبابات الحب والوجد.
بل للإنصات إلى صوت الآخر وهو هنا في تلك القصص، أكثر من ذات منشطرة داخل روح وقلب وكيان الساردة التي تحلق بكتاباتها في فضاءات خيالية مراوغة تشتم فيها رائحة الحب والعشق المجرد بل التوق لتخليد المشاعر ورهافة الكيان الأنثوي المقموع خلف حجب المحرم والمسكوت عنه والذي لم يروى بعد، حتى أن المتعامل مع النص قد يحار في تفكيكه، هل تلك النصوص قصص، أم نثر قصصي، أم هي سيل من الجوى كتبت بحذاقة مصبوغة بأحبار ودم القلب، فهل هي نصوص ذاتية ام تجارب من لحم الواقع الحي في كل بلد عربي تتحكم فيه آليات وثقافات ذكورية تليدة تكون هي في الغالب الدافع لكتابة بل وخصوصية ما تكتب الأنثى سواء قصاً او رواية او حتى شعرًا.