الجامع الأزهر: المحترف مهنة التسول يأكل أموال الناس بالباطل ويُطعم أبناءه سحتًا
عقد الجامع الأزهر، الأحد، فعاليات ملتقى العصر" باب الريان" بالظلة العثمانية، تحت عنوان "ظاهرة التسول وأثرها السيئ على المجتمعات"، بحضور الدكتور محمد العيسوى، الأستاذ في جامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، والشيخ معاذ شلبي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى د. ياسر مسلم، الباحث بالجامع الأزهر.
قال الشيخ معاذ شلبي، إن التسول وسؤال الناس دون حاجة سلوك محرم، والمسلم عزيز النفس يعمل وينتج، والإسلام مدح عمل الرجل بيده وما من نبي إلا وعمل وما من نبي إلا ورعى الغنم، مبينا أن إغناء الرجل أهله وولده عن سؤال الناس عمل جليل وهو من أفضل الأعمال في الإسلام، وعلى المتصدق أن يتحرى مواضع الصدقات والزكوات وأن يجعلها في أهلها والمستحقين لها، وهذا من العمل الصالح الذي يثاب عليه المسلم، والإسلام مدح الذي لا يسأل الناس حتى يظن به الغنى لحيائه وعزة نفسه، مشددا أن امتهان التسول جريمة وإعطاء المتسول مع معرفة غناه حرمان للمستحقين المتعففين.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد العيسوي أن التسول ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الهو عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ)، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته؛ لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ".
في السياق، أوضح د.ياسر مسلم، الذي أدار الملتقى، أن الإسلام حرص على حفظ كرامة الإنسان، وصون نفسه عن الابتذال والتعرض للإهانة والوقوف بمواقف الذل والهوان، فحذّر من التعرض للتسول الذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، وكذلك حرّم الإسلام المسألة على كل مَن يملك ما يُغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسب، مشددا أن المحترف لهذه المهنة القبيحة يأكل أموال الناس بالباطل، ويُطعم أبناءه سُحتاً، مبينا أن الإسلام قد عالج هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة).