ارتفاع الأسهم الأمريكية والأوروبية والأسواق الناشئة خلال تعاملات الأسبوع الماضى
كشفت تقارير دولية عن ارتفاع الأسهم الأمريكية خلال تداولات الأسبوع الماضي، محققةً أفضل أداء أسبوعي لها منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، مع تلاشي المخاوف من انتقال أزمة انهيار القطاع المصرفي بالولايات المتحدة إلى الأسواق الأخرى، ومع تراجع بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بشكل طفيف، وهو ما أدى إلى ارتفاع شهية المخاطرة.
وحققت الأسهم معظم المكاسب خلال تداولات يومي الأربعاء والجمعة، حيث جاءت مكاسب يوم الأربعاء، نتيجة تلاشي المخاوف من انتقال تداعيات أزمة القطاع المصرفي بالولايات المتحدة إلى الأسواق الأخرى بشكل كبير، في حين تحققت مكاسب الأسهم في يوم الجمعة على خلفية تباطؤ الأسعار قليلًا ببيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بقياس سنوي.
وتعززت مكاسب الأسهم بفضل البيانات الاقتصادية الإيجابية، حيث ارتفع كل من مؤشر المبيعات المنتظرة للمنازل، ومؤشر ثقة المستهلك بشكلٍ مفاجئ، مما يشير إلى استمرار تزايد معدلات الاستهلاك بالولايات المتحدة. وصعد مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 بمقدار 3.48%، ليستقر عند أعلى مستوى له منذ الأسبوع الأول من شهر فبراير 2023، حيث ارتفع بأسرع وتيرة له منذ نوفمبر 2022.
وحققت جميع القطاعات المُدرجة في المؤشر مكاسب، بقيادة القطاعات الدورية - الأكثر تأثرًا بالدورة التجارية - مع تلاشي المخاوف من حدوث ركود اقتصادي. وعلى الرغم من التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو زيادة وتيرة تشديد السياسة النقدية، إلا أن الأسهم التكنولوجية سجلت تفوقًا، حيث حقق مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite، ومؤشر+Fangمكاسب بنسبة 3.37%، و4.21% على التوالي، بعد أن تلقى المؤشر دعمًا من إعادة هيكلة شركة علي بابا. وبالمثل، حقق كل من مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الكبرى Dow Jones، ومؤشر Russell 2000 للشركات ذات رأس المال الصغير مكاسب بنسبة 3.22%، و3.89% على التوالي. وشهدت الأسواق حالة من الهدوء النسبي بعدما تراجعت تقلبات السوق طبقًا لمؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 3.04 نقطة ليستقر عند 18.70 نقطة، إلا أنه لا يزال أدنى من متوسطه منذ بداية العام وحتى تاريخه والبالغ 20.59 نقطة.
وعلى مستوى الأسواق الأوروبية، حققت الأسهم أيضًا مكاسب، إلا أنها تفوقت بنسبة طفيفة على نظرائها بالولايات المتحدة، وذلك نظرًا إلى تفاؤل المتداولين حيال أوضاع الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من تسجيل التضخم الأساسي مستوى قياسيًا جديدًا مرتفعًا، ومع استمرار العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي في الإشارة إلى أنه لا تزال توجد مساحة لتشديد السياسة النقدية بوتيرة أقوى، شهدت الأسهم في أوروبا أسبوع تداول إيجابيًا مع تلاشي المخاوف حيال الاضطرابات التي تعرض لها القطاع المصرفي بالولايات المتحدة وسويسرا، ومع إعادة تأكيد العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا للأسواق على صلابة القطاع المصرفي. وحقق مؤشر STOXX 600 مكاسب بنسبة 4.03%، حيث ارتفعت جميع القطاعات المُدرجة في المؤشر. كما ارتفعت المؤشرات الرئيسية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك CAC 40 الفرنسي (+ 4.38%)، ومؤشر DAX الألماني (+ 4.49%)، ومؤشر FTSE MIB الإيطالي (+4.72%)، ومؤشر FTSE 250 البريطاني (+ 2.35%).
وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، حققت الأسهم أيضًا مكاسب مع تلاشي المخاوف حيال الأزمة التي شهدتها القطاعات المصرفية على مستوى العالم، ومع قيام البيانات الاقتصادية الصينية القوية بتعزيز شهية المخاطرة.
وحقق مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM مكاسب بنسبة 1.86%، وذلك بقيادة المكاسب واسعة النطاق التي حققتها أسواق الأسهم حول العالم.
وحقق كل من مؤشر شنغهاي المركب في الصين، ومؤشر هانج سنج Hang Seng في هونج كونج مكاسب بنسبة 0.22%، و2.43% على التوالي، متفوقة على نظرائها بالصين بسبب الأنباء الواردة عن إعادة هيكلة شركة علي بابا، حيث ذكرت الشركة أنها ستنقسم إلى ست مجموعات تجارية مستقلة، والتي ستقوم بدورها في استكشاف فرص جمع التمويل أو الإدراج بالبورصة.
وفي أمريكا اللاتينية، حقق مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM مكاسب بنسبة 5.64%، ليسجل بذلك أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية 2023 حتى الآن.
وحققت أسواق الأسهم بالمنطقة مكاسب وسط تحسن المعنويات، وعلى خلفية ارتفاع أسعار النفط، والذي يُعد من أكبر السلع التي تقوم بتصديرها دول المنطقة.