رمضان النجوم.. توفيق الدقن وحسن يوسف على مائدة إفطار إحسان عبد القدوس
توفيق الدقن وحسن يوسف، سهير البابلي، رفيعة الشال، أبطال العرض المسرحي "في بيتنا رجل"، كانوا على موعد على مائدة إفطار إحسان عبد القدوس، وهي الوليمة التي أقامها إحسان على شرف أعضاء الفرقة القومية، ونقلت وقائعها مجلة الكواكب عام 1961.
في الخامسة والنصف تمامًا، كان الصالون الفخم الذي يتصدر شقة إحسان عبد القدوس يمتلئ بأعضاء الفرقة القومية، من أول أحمد حمروش ومسبحته الكهرمان، إلي العسكري الذي ظهر يفتش منزل زاهر أفندي دون أن ينبس ببنت شفه، ولم يتخلف عن هذه الدعوة إلا عبد الرحيم الزرقاني مخرج المسرحية، ونور الدمرداش الذي قام بدور "عبد الحميد" فقد أعتذر في الدقائق الأخيرة.
ــ المترو يتعطل بـ“نور” في الدمرداش
وقد علق توفيق الدقن على هذين الاعتذارين بقوله أن الزرقاني في بيتهم هو أيضًا عزومة، أما نور الدمرداش فهو يسكن في مصر الجديدة وقد تعطل به المترو في الدمرداش.
واستطاعت رفيعة الشال أن تقتل الوقت الباقي على انطلاق مدفع الإفطار بنكاتها الخفيفة وقفشاتها الطريفة، وروت هذه النكتة إلي أنشال وانهبد لها كل الموجودين، قالت: تراهن مصري مع أحد الإنجليز على أن يقول "فشرة" أحسن من "فشرة" يكسب خمسة جنيهات، وفكر المصري طويلًا ثم صاح: أنا مرة شلت الهرم على كفي اليمين، وصفق الإنجليزي للمصري طويلًا وأخرج من جيبه خمسة جنيهات وقدمها للمصري قيمة الرهان وهو يقول: دي فشرة عظيمة، أنا لا أستطيع أن أقول مثلها، فقال له المصري: لأ حاول.. قول، فسكت الإنجليزي قليلًا ثم قال: طيب أنا راح أقولك، كان فيه مرة واحد إنجليزي دمه خفيف، و.. فقاطعه المصري وهو يقدم له خمسة جنيهات: بس على كدة كفاية.. تكسب الرهان يا عم.
ــ قفشات الدقن على حسن يوسف
وبين الضحكات انطلق مدفع الإفطار، وتقدمت حرم إحسان عبد القدوس ودعت الموجودين لتناول الإفطار، وتقدمتهم إلى حجرة توسطتها مائدة طويلة وحولها صفت ثلاث موائد أخرى، وعلى المائدة الرئيسية جلس إحسان عبد القدوس وحرمه وأحمد حمروش، وصلاح سرحان، وسهير البابلي، ورفيعة الشال، وكمال حسين. أما حسن يوسف فقد اختار مكانه إلي جوار محمد وأحمد نجلي إحسان علي مائدة منفردة، فناداه حمروش للجلوس مع "الكبار" فصاح فيه حسن: هنا يمكن ألاقي فرصة أكبر، فقال توفيق الدقن: طيب يا بو علي بس أبقي خف ايديك شوية علي محمد وأحمد، دول لسخ صغيرين وكمان عندهم معلومات عن آداب المائدة. فضحكت رفيعة الشال وقالت: والنبي دايما ظالمينك يا حسن يابني، في المسرحية، ثم التفتت إلي توفيق الدقن وقالت: ده حتي يا حسرة حسن عامل رجيم. فقال توفيق الدقن: أنا معاكي ما هو رجيم عشان يتخن، فصاح حسن: أنا يا "دباغ"، وكانت قفشته طريفة أضحكت الجميع، إذ أن توفيق الدقن يقوم في المسرحية بدور ضابط بوليس باسم "الدباغ" والدباغ معناه "الأكول".
وبدأت حرم إحسان تطوف بالمدعوين تقدم لهم ألوان الطعام الشهية، وقام إحسان يشاركها هذه العملية.
ــ توفيق الدقن ينفرد بخد الخروف
وبعد لحظات دخل الخادم يحمل فوق رأسه صينية ضخمة يتربع فوقها خروف أوزي محمر وقد اضطجع علي بساط من الأرز المفلفل الأحمر "فحفحت" رائحة الخروف الذكية فملأت الأنوف فجذبت إليها توفيق الدقن، إذ أسرع يقوم من مكانه ويتوجه نحو الخروف وكأنما جذبته قوة مغناطيسية وقبض توفيق الدقن علي فخذ الخروف وجذبها نحوه فنخلعت في يده، وعاد بها إلي مكانه وكأنه لم يفعل شيئا وبدأ ينهش في فخد الخروف كأنه القرصان ذو اللحية السوداء.
وصاحت فيه سهير البابلي: إيه ده اللي بتعمله يا توفيق؟، ورد توفيق كالقذيفة وما توفيقي إلا بالله، وضج الجميع بالضحك، ولاحظت حرم إحسان عبد القدوس أن حمروش لا يأكل وأنه يحاول أن يفوت عليهم ملاحظة ذلك بتطوعه بتقديم الطعام لزملائه أعضاء الفرقة، فصاحت فيه: أنت بتصوم "كونتنيوس" يا أستاذ حمروش؟ فضحك حمروش وقال: لغاية ما بعد صلاة التراويح فضحك إحسان وقال: والتراويح دي من كام لكام فضحكت رفيعة الشال وقالت: طيب يبقي علي كده تقدر "تروح" علينا بقية أصناف الأكل.
ــ "أم علي" توقع حسن يوسف في الزواج
ثم قدمت حرم إحسان طبق "أم علي" في ختام الإفطار وقد لاقت أم علي هذه تعليقات وقفشات من حسن يوسف الذي قرر بعد أن التهم 3 أطباق من أم علي، وقرر أن يتزوج لينجب ولدًا ويسميه "علي" حتى ينادي زوجته بأم علي.