رئيس الرقابة المالية: الهيئة حريصة على تعزيز التواصل مع كل الأطراف فى مجتمع الأعمال
ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية خلال مشاركته في فعاليات السحور السنوي الذي تنظمه الجمعية المصرية لشباب الأعمال، وذلك بحضور أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار.
كما حضر باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين وعدد من المؤسسات المالية والبنوك التجارية والاستثمارية وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين.
واستعرض الدكتور محمد فريد، خلال كلمته، تطور أداء الأسواق والأنشطة المالية غير المصرفية وجهود الهيئة مؤخرًا لتهيئة الظروف المواتية التي تدعم بناء نظام مالي غير مصرفي احتوائي ومحفز للنمو الاقتصادي، يساعد الكيانات الاقتصادية على النمو وتطوير أعمالها عبر الاستفادة من الحلول والمنتجات والخدمات المالية غير المصرفية.
وتطرق إلى استراتيجية الهيئة لتنمية الأنشطة المالية غير المصرفية من خلال أطر ومحاور متكاملة، وهي تطوير الأسواق والمنتجات وتطوير الأطر الرقابية والخدمية ودعم استقرار الأسواق والشمول المالي والاستثماري والتأميني وتطوير قدرات المهنيين.
وأشار إلى التكنولوجيا المالية وتطويرها باعتبارها عامل تمكين رئيسيًا يساعد كل الأنشطة على الوصول بخدماتها لفئات متنوعة من المجتمع لتعزيز مستويات الشمول المالي، وضمان استفادة فئات أكثر من الخدمات والمنتجات المالية.
ولفت إلى أن الهيئة حريصة على تعزيز التواصل مع كل الأطراف الفاعلة في مجتمع الأعمال لتعظيم الاستفادة من الحلول المالية والتمويلية والاستثمارية والتأمينية التي يتم تطويرها أو استحداثها.
وأضاف أنه خلال المرحلة الحالية تعمل إدارة الهيئة على استعادة الثقة ووضع الأسس لتطوير نظام مالي غير مصرفي يدعم رؤية مصر للتنمية المستدامة ويحسن من تنافسية الاقتصاد القومي، وذلك من خلال تبني نهج قائم على الشراكة والحوار مع كل الأطراف والاسترشاد بالتجارب الدولية.
وأكد على الأهمية المتزايدة التي توليها الهيئة لتحقيق الاستقرار المالي ليس فقط للجهات المالية غير المصرفية بل للقطاع بأكمله، بالتوازي مع تنمية الأسواق والأنشطة المالية غير المصرفية، كما أوضح الدكتور فريد جهود الهيئة الداعمة لتطوير أعمال الكيانات الاقتصادية بمختلف الأنشطة الإنتاجية من خلال الأسواق والأنشطة المالية غير المصرفية، ومنها تطوير وتحديث قواعد قيد وشطب الأوراق المالية بالبورصة.
وقدم فريد، عدة رسائل مهمة لممثلي مجتمع المال والأعمال، وخاصة الشركات الناشئة منها ورواد وشباب الأعمال، حيث أكد على ضرورة تقبل التحديات، خاصة أن الشركات الناشئة تواجه صعوبات كثيرة خلال بدايتها، وكذا أهمية تسوية المنازعات بشكل ودي لما لها من تأثير كبير على تعزيز الثقة في القطاع وأنشطته المختلفة.
وأضاف رئيس الهيئة، أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن معايير جديدة لتقييم الشركات الناشئة تلائم طبيعة نشاطها ونماذج عملها، مشيرًا إلى التطوير الذي طرأ على معايير المحاسبة المصرية والتي تمكن الشركات من تطبيق منهج إضافي لإعادة تقدير القيم والأصول والاستثمارات العقارية بالقيمة العادلة بدلًا من القيمة الدفترية، بالقيم العادلة بموجب تقارير من مثمنين ومقيمين مقيدين بسجل معد خصيصًا بالهيئة، بما ينعكس إيجابًا على قيم الأصول في رءوس أموال الشركات، يساعدها في اتخاذ قرارات استثمارية مستقبلية بشكل أفضل، موضحًا أن هذا المعيار كان مطبقًا في العالم أجمع لكن لم تطبقه مصر على مدار السنوات الماضية.
وأكد الدكتور فريد أهمية حرص الشركات والكيانات الاقتصادية على تعزيز مستويات الاستدامة والتي لم تعد أحد أوجه الأعمال الخيرية والمجتمعية فقط، ولكنه أصبح شرطًا رئيسيًا لاجتذاب استثمارات أجنبية.
وأضاف أن التطور المتسارع الذي تشهده الأنظمة المالية يحتم على الرقباء في القطاع المالي غير المصرفي سرعة الاستجابة والمرونة في تطوير وتعديل الضوابط والتشريعات الرقابية لإخضاع الأنشطة الجديدة للرقابة والتنظيم، مؤكدًا أن إدارة الهيئة تعمل على الانتهاء من القواعد والضوابط المنظمة لاستخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية وخاصة قواعد اعرف عميلك، ورقمنة العقود.
من جهته، استعرض جمال أبوعلي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال، أبرز الملفات التي قامت بها الجمعية بكل لجانها خلال الفترة السابقة، مشيرًا إلى انتهاء الجمعية من صياغة ورقة سياسات تطوير وتعميق الصناعة المحلية، والتي تطرقت إلى ضرورة التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على المدي القصير والمتوسط والطويل.
كما تتطرق أبوعلي، إلى عمل الجمعية في ملفات دعم برنامج الإصلاح الحكومي عن طريق تمثيل مجتمع الأعمال في المحافل المعنية مثل المؤتمر الاقتصادي، وملفات تمكين المرأة الاقتصادي بالتعاون مع الأمم المتحدة ومكافحة الفساد بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية وتذليل عقبات الشركات بالتواصل مع مصلحتي الضرائب والجمارك، ودعم مشروعات ريادة الأعمال بالتعاون مع وزارة التخطيط والإصلاح الاقتصادي.
وأضاف أن "شباب الأعمال" شاركت بفاعلية في مؤتمر المناخ بمصر COP 27 وأطلقت على هامشه مبادرة "معًا من أجل مستقبل أخضر"، والتي تستهدف دعم وتشجيع الشركات المصرية على تنفيذ برامج تمكنها من قياس البصمة الكربونية وخفض انبعاثاتها الكربونية وتحولها للأخضر والقضاء على التلوث.
وأشاد بالدور والمجهود المبذول من هيئة الرقابة المالية وهيئة الاستثمار والصندوق السيادي للتغلب على الظروف الاقتصادية الراهنة والنهضة بالاقتصاد المصري ودعم الاستثمارات الوطنية والأجنبية.
وقال أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إن التواصل مع مجتمع الأعمال يعطينا رؤية واضحة لصياغة وتنفيذ السياسات والاستراتيجية اللازمة لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، ونحن شركاء مجتمع الأعمال من رجال وسيدات، مؤكدًا أن مصر تمتلك قطاعات استثمارية واعدة منها الاستثمار المباشر، في مجالات التعليم والزراعة والصناعة والخدمات المالية، وهناك تطور التمويلية والخدمية.
وقال حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، إن مصر بذلت خلال الفترة الماضية مجهودات قوية لجذب الاستثمار، ولكن للأسف لم يكن كافيًا في ظل تراجع كبير منذ 2011، مضيفًا: قررنا الحل بدون مجاملة حتى لا تتكرر المشاكل، وجلسنا مع القطاع الخاص من خلال مبادرة لتجميع مجتمع الأعمال في مكان واحد لوضع كل المعوقات لحلها، وأن الفترة المقبلة ستشهد تطوير الأعمال والجمع بين الترويج للفرص الاستثمارية وتأسيس الشركات وفق أسس حقيقية تخدم الاقتصاد الوطني بجميع شركائه، ونعدكم بتحسن كبير في الاستثمار وانتهاء تدريجي للمشاكل قريبًا.