من روائع الادب العالمى
«السيد بلاتنر».. حكاية الكاتب الإنجليزى هربرت جورج ويلز عن عالم الأرواح
قصة السيد بلاتنر هي واحدة من القصص الغرائبية للكاتب الإنجليزى جورج ويلز ، والتي تحكي عن عالمين أحدهما نعيشة وهو عالم الحياة الدنيا، والثاني سنعيشه وهو عالم الحياة الٱخرة، ومن خلال السياق نعرف أن ويلز يتحدث عن عالم الموتى في النصف الثانى من القصة ، لكنه يبرزه بطريقته الخاصة، أي من منظوره الخاص الذي يرى فيه أن الأرواح تراقبنا من عالمها الخفي وتتبع خطواتنا، وهذا يتفق ويتسق مع ما يعتقده الكثير منا والذي تؤكده الرؤى والأحلام المبشرة أو المنفرة التي يحدثنا بها الموتى والتي غالبًا ما ترتبط بواقعنا في الحياة، مما يؤكد أن القصة ليست من أجل متعة الحكى أو جمال السرد، بل من أجل المعرفة والفهم الصحيح للعالم الآخر.
تفاصيل القصة
يحكى ويلز عن مدرس للغة الإنجليزية فى إحدى مدارس لندن يدعى بلاتنر تجبره إدارة المدرسة على تدريس بعض المواد التي لا علم له بها مثل مادة الكيمياء، ومن المدهش أن بلاتنر له تركيبة مختلفة عن الجنس البشري، حيث أن قلبه يوجد فى الناحية اليمنى، كما أنه يكتب بيده اليسرى رغم أنه لم يكن أعسر من قبل، ليس هذا فحسب فالرجل يكتب من جهة إلى اليمين إلى جهة اليسار وكأنه يكتب العربية، أضف إلى ذلك أن عين بلاتنر اليمنى أكبر من اليسرى، كما أن يده اليمنى أكبر من يده اليسرى.
كل ما ذكره ويلز عن بلاتنر كان غريبًا ولكن الأغرب ما حدث معه يوم أن جاءه أحد الطلاب بمادة كيميائية في المعمل المدرسي، فأشعل عود الثقاب في هذه المادة، فأحدث دويًا وانفجارًا هائلًا صحبه هلع وفزع في المدرسة بل وخارجها، مما تسبب في موت رجل وزوجته كانا قريبين من المدرسة، كما اختفى بلاتنر ولم يبق منه شعرة واحدة أو خيط من ملابسة.
وبعد تسعة أيام كان مدير المدرسة في حديقة بيته فسقط عليه بلاتنر من أعلى وهو في حالة إعياء شديدة.
يحكى ويلز أن بلاتنر جاءه في بيته وأخبره بما كان خلال التسعة أيام التي قضاها فى العالم الآخر، حيث وجد نفسه بعد الانفجار في عالم أخضر به مخلوقات غريبة لها رؤوس كبيرة وأجسام صغيرة، كانت هذه المخلوقات تترقب العالم البشري وتهمهم بصوت خفيض، حاول بلاتنر أن يتحدث إليهم لكنهم لم يلتفتوا إليه ما عدا اثنين منهما دقق في وجهيهما فتأكد أنهما والديه فعلم أنه في عالم الأرواح .
الهدف من القصة
أراد ويلز أن يقول إن ثمة اتصال بين عالم الموتى وعالمنا الذي نعيش فيه، وأن أرواح أقاربنا من الموتى تراقبنا، بل وتغضب لغضبنا وتفرح لأفراحنا.