الروائى محمد إسماعيل: أكثر ما أفتقده فى رمضان «الفانوس أبوشمعة»
استرجع الروائي محمد إسماعيل ذكرياته مع رمضان، قائلًا إن هذا الشهر الفضيل لا يأتي محملًا بشحنة إيمانية فحسب، فلعل جزءًا من مكانته في القلوب مصدره ما يثيره في النفس من ذكريات الطفولة.
وأضاف «إسماعيل» في تصريحات لـ«الدستور»: «كنا نجمع النقود من الجيران وكانت تتراوح بين الخمسة والعشرة قروش من كل شقة لزوم شراء خيوط وأوراق ملونة ونشاء، وتتشكل خطوط الإنتاج في كل العمارات بين من يقصقص الأوراق على شكل مستطيلات صغيرة مشرشرة من الجانبين أو منتهية من أسفلها بمثلث فارغ، ومن يمد الخيوط على جدران البسطة ليلصق عليها الآخرون القصاصات بعدما يأتي أحدنا من داخل منزله بالصمغ المصنوع من غلي النشاء في الماء، وأخيرًا يأتي دور المعلقين الذين يتناولون حبال الزينة الكاملة لتعليقها بين الشرفات».
وتابع: «إن توفر لأحد الشوارع مبلغ أكبر وخبرة نادرة، فإنهم يصنعون فانوسًا أو نجمة من جريد الأقفاص والسوليفان الملون فتتفوق زينتهم عن الباقين وتصبح مزارًا حتى آخر الشهر، ومع التطور والحداثة جاءتنا الزينات الكهربائية صينية الصنع التي تحتاج لكهربائي لتعليقها وهي بلا شك أكثر عصرية وأجمل، إلا أنها خالية من روح الطفولة التي كانت تشع من سابقتها اليدوية، تمامًا مثل الإفطار على مشروبات غازية بدلًا من الخشاف والتمر الهندي وقمر الدين والخروب».
وقال صاحب رواية «باب الزوار»: «والحديث عن رمضان في مصر يأخذنا إلى مظاهره في دول أخرى وقد حضرته في ليبيا والمغرب والجزائر وألمانيا والصين والسعودية فلم أجد له نفس البهجة، أما عن الوضع هنا في فرنسا فلا توجد مقارنة، أفتقد بشدة الحلويات الشرقية وهي بالنسبة لي من أساسيات الشهر فأستعيض عنها بالحلوى المغاربية، لكنها لا تقطر عسلًا مثل الكنافة والقطائف».
واختتم: «الإفطار أيضًا على مواقيت تراعيها بالدقيقة لا يضاهي انتظار صوت الأذان من الراديو والتليفزيون وتردده من مآذن المساجد المجاورة، أما أكثر ما أفتقده فهو الزينات الورقية والفوانيس المعدنية ذات الشمعة، تحملها فتيات صغار بضفائر تنتهي بفيونكات حمراء بينما تنطلق حناجرهن بأغنية وحوي يا وحوي».