إنشاء «حرس وطنى» إسرائيلى.. سر اتفاق نتنياهو وبن غفير قبل «تجميد الإصلاح القضائى» (وثيقة)
أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الإثنين، تجميد تشريع الإصلاحات القضائية لحين التوصل إلى اتفاق بالإجماع حوله، قائلًا إن قراره يأتي من منطلق المسؤولية الوطنية ومنع الانقسام أو الحرب الأهلية في إسرائيل.
وجاء قرار نتنياهو بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 15 ساعة مع شركائه في الائتلاف الحكومي، التي عقدها في أعقاب المظاهرات الحاشدة ضد حكومته- أكثر من 300 ألف محتج- وضد قراره إقالة يوآف جالانت وزير الجيش لديه، بسبب دعوته لوقف الإصلاحات القضائية لكونها تشكل خطرًا على أمن إسرائيل.
مفاوضات نتنياهو حول تعليق الإصلاح القضائي
وشهدت مفاوضات نتنياهو مع الائتلاف الحكومي في إسرائيل محاولات لإقناع الرافضين لتجميد الإصلاحات القضائية، لا سيما إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الذي هدد باستقالته حال عدم استكمال تشريع الإصلاح القضائي أمام الكنيست.
وتمكن نتنياهو من التوصل إلى اتفاق مع بن غفير على وقف تشريع الإصلاح القضائي مؤقتًا، مقابل إنشاء قوات «الحرس الوطني الإسرائيلي»، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وحسب اتفاق نتنياهو وبن غفير، فستتم الموافقة على تدشين الحرس الوطني في الاجتماع المقبل للحكومة الإسرائيلية، على أن يكون تحت إشراف وزارة الأمن القومي، فيما قال بن غفير- حسب «يديعوت»-: "لقد وافقت على رفع الفيتو عن تأجيل تشريع الإصلاح القضائي، مقابل التزام نتنياهو بعرض التشريع على الكنيست للمصادقة عليه في دورة الانعقاد المقبلة".
كواليس مفاوضات نتنياهو وبن غفير
اجتمع نتنياهو مع بن غفير، مرتين خلال اليوم، خاصة أن الأخير هدد بالاستقالة والانسحاب من الحكومة، مع الاستمرار في دعمها وهو خارجها.
وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال الاجتماع، إلى إقناع بن غفير بضرورة تأجيل تشريع الإصلاح القضائي نظرًا لتصاعد حدة المظاهرات ضد الحكومة، بالإضافة إلى حالة الإضراب العام الذي شهدتها إسرائيل اليوم.
وانتهت مفاوضات نتنياهو مع بن غفير على ذلك الاتفاق الذي وقعاه، وجاء في نصه: "رئيس الوزراء ووزير الأمن القومي خلصوا إلى إنه في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد المقبل، الموافق 4/2/2023، سيتم تقديم مقترح إلى الحكومة لإنشاء حرس وطني تابع لوزارة الأمن الوطني.. سيتم إجراء تعديلات على التشريعات اللازمة لإنشائها".
ما هي قوات الحرس الوطني في إسرائيل؟
الحرس الوطني الذي اتفق نتنياهو وبن غفير على إنشائه هو قوة تابعة لجهاز الشرطة ويمكن إطلاقها بسرعة للسيطرة على حوادث العنف المدني في العديد من المواقع المختلفة.
وكذلك، يتم تكليف قوات الحرس الوطني بحراسة الطرق الرئيسية، وتأمين المناطق المفتوحة، ومساعدة القوات العسكرية الأخرى حال الحاجة إليه.
وفي السابق، كان الحرس الوطني يعد هيئة تابعة لشرطة إسرائيل تم إطلاقها في شهر يونيو الماضي، وتم تكوينه من عناصر تابعة لحرس الحدود بعد الاضطرابات التي وقعت خلال عملية "حارس الأسوار" العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة المحاصر خلال مايو 2021.