أنقذت المعابد القديمة من الغرق.. «ناشيونال جيوغرافيك» تسلط الضوء على «لولا كريستيان»
سلطت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الأمريكية، الضوء على العالمة الفرنسية لولا كريستيان ديسروش نوبليكورت التي أنقذت المعابد المصرية القديمة وآثار مصر من الغرق.
وتابعت أن مواجهة الصعوبات المستحيلة قادت عالمة الآثار الفرنسية كريستيان ديروش نوبليكورت الجهود لإنقاذ الآثار القديمة من ارتفاع منسوب المياه في السد العالي بأسوان، ففي أوائل الستينيات من القرن الماضي، استحوذت حملة دولية لإنقاذ بعض من أثمن الآثار المصرية من الغرق على عناوين الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم، إلا أن التغطية الصحفية الهائلة لعملية الإنقاذ غير العادية أغفلت عالمة الآثار الفرنسية الجريئة التي قامت بذلك، لولا كريستيان ديسروش نوبليكورت، قد تم ابتلاع أكثر من 20 معبدًا، معظمها عدة آلاف من السنين، في مياه الفيضانات في سد جديد ضخم.
ويعتبر السد العالي في مصر ضروريا لتعزيز الزراعة وتوفير الكهرباء لسكان مصر، كما ان علماء الاثار المصريين لم يستسلموا لهذه الخسارة الكارثية لتراثهم الثقافي.
ووفقا للمجلة، يعتقد معظم خبراء الهندسة أنه بغض النظر عن مقدار الأموال التي تم ضخها في المشروع، لا يمكن نقل المعابد دون أضرار، وكان المعبدان التوأم المهيبان لأبي سمبل مصدر قلق كبير وقد أقيمت على منحدر يطل على النيل من قبل الفرعون المصري الأكثر شهرة “رمسيس الثاني”.
ويحرس المجمع 4 تماثيل يبلغ ارتفاعها 66 قدمًا منحوتة في الصخر، وقد تم بناء المجمع حوالي عام 1250 قبل الميلاد ويُعتقد أنه «هش وثمين مثل أجود الكريستال».
ويقول توسل ديسروش نوبليكورت القائم بأعمال كبير أمناء الآثار المصرية في متحف اللوفر في باريس ومستشار المصريين، في حينها ناشدت ديسروش المسؤولين المصريين بعدم الاستسلام لهذه الخسارة الكارثية لتراثهم الثقافي.
اصعب عملية انقاذ اثرية في التاريخ
حيث دعت ديسروش لانقاذ أصعب عملية أثرية في التاريخ - وهو مشروع ذو حجم وتعقيد لا يمكن تصوره تقريبًا، ويهدف إلى نقل المعابد الرملية الهشة إلى أرض مرتفعة.
وبحسب المجلة الامريكية، تعد المشاكل الهندسية الهائلة التي قابلها التحدي الهائل المتمثل في السعي إلى التعاون الدولي في وقت تصاعد التوترات السياسية العالمية، وكانت رؤية ديسروش نوبل كورت تعتبر عالميًا على أنها خيالية ووهمية ميؤوس منها، لكن هذا لم يمنعها.
وفي عام 1938، عندما تم اختيار ديسروش - نوبلكورت كأول زميلة في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وهو مركز أبحاث النخبة في القاهرة لدراسة مصر القديمة، انتفض زملاؤها في ثورة، ورفضوا ما تدعي ان تقوم به، وقالوا ان الاثار ستنهار تماما.
وكانت «ديسروش» عضوًا في المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وواجهت العديد من المحققين النازيين بعد اعتقالها في ديسمبر 1940 للاشتباه في قيامها بالتجسس.
وبدأت معركة ديسروش نوبليكورت لإنقاذ المعابد في أواخر الخمسينيات، بعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عن مشروع سد أسوان، وبعد شهور من الضغط حصلت أخيرًا على دعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو، ووزير الثقافة المصرية ثروت عكاشة التي أقنعت بدورها عبد الناصر بالموافقة على خطة الإنقاذ.
في عام 1960، شرعت أمينة متحف اللوفر وحلفاؤها في حملة علاقات عامة لإبلاغ العالم بالتهديد الذي يتهدد الآثار ولجمع الأموال لتغطية التكاليف الفلكية لإنقاذهم.