لماذ أصر «يحيي حقي» علي وضع مقدمة توضيحية تسبق فيلم «تجار الموت»؟
تولي الكاتب الراحل يحيي حقي، منصب مدير مصلحة الفنون عام 1955، ليكون أول وآخر من تولي هذا المنصب، ورغم انشغاله وبعده عن الأحاديث الصحفية لوقت طويل، إلا أنه خص مجلة “الكواكب” بحديث مطول عن الرقابة ومهرجان السينما.
وفي العدد 372 المنشور بمجلة الكواكب بتاريخ 16 سبتمبر 1958، بدأ يحيي حقي حديثه عن الرقابة، وحول تشددها تجاه بعض الموضوعات، مشيرا إلي أنه لم يعد هذا هو العرف الذي تسير عليه الرقابة، لقد ألغيت كل هذه القيود، ففي فيلم "تجار الموت" تجد شخصية دكتور قاتل، وقد وجدت من الضروري كتابة مقدمة تسبق الفيلم وتوضح للجمهور أن هذا الطبيب القاتل شاذ بالنسبة لرسل الإنسانية من الأطباء. وأن كنت قد حتمت أضافة هذه المقدمة فذلك لأني أعتبرها ضرورية في مرحلة الانتقال والتطور.
جهات يستشيرها “حقي” رقابيًا
يسأله محرر “الكواكب” عن منع الرقابة للمخرجين والمنتجين من التعرض لمشاكل شبابنا وعلاجها الصريح في قصصهم السينمائية.
أجاب “حقي”: “نحن نضع مصلحة الدولة في كفة ومصلحة السينما في أخري، فالدولة تحرص علي تربية الشباب تربية سليمة، فهي لهذا شكلت اللجان العديدة لتتولي علاج مشاكل الشباب، وأنا في العادة ألجأ إلي هذه اللجان وأستشيرها في القصص السينمائية التي تتعرض للشباب ومشاكله، وهذا ما حدث عندما تقدم لنا المخرج عاطف سالم بقصة من هذا النوع، وقد وجد منا كل المساعدات والتوجيهات السليمة”.
وتابع: "قدمت لي منذ فترة قصة سينمائية تدور أحداثها في معسكرات الشباب، ومشروع هذه المعسكرات، مشروع أحرص كل الحرص، بل تحرص الدولة علي نجاحه والاحتفاظ له بالمستوي المشرف حتي تطمئن الأسر إلي اشتراك أبنائها وبناتها في هذه المعسكرات، فإذا جاء منتج وقذم لنا صورة لما قد يحدث في هذه المعسكرات من عبث الشباب وتبادل الغزل البرئ، فلا شك أن هذا سيكون عاملا يفقد الأسر ثقتها ويدفعها إلي أن تمنع أبنائها ويناتها من الاشتراك في المعسكرات. لهذا رأيت استشارة المسئولين عن رعاية الشباب في وزارة التربية والتعليم قبل الموافقة علي سيناريو الفيلم.
فلسفة “يحيي حقي” لدعم السينما
وحل فلسفته في إنشاء مؤسسة دعم السينما، قال يحيي حقي: "أردنا القضاء علي فوضي الإنتاج، كانت الضرورة تقضي تجميع الشركات الصغيرة في شركة كبيرة قوية تستطيع القيام بالإنتاج والتوزيع وتنظيم عرض الأفلام في دور العرض، والمؤسسة تقوم بمساندة الشركات الكبيرة من هذا النوع، كما أنها تتبع سياسة اقراض الاستديوهات حتي تتمكن من تطوير آلاتها ومعداتها وتطعمها بأحدث ما وصل إليه التقدم في صناعة السينما، وإقامة معامل حديثة لتحميض الأفلام الملونة، والمؤسسة تنوي رصد مبلغ من ميزانيتها لتشجيع الفنانين الأكفاء ذوي المواهب الذين يفتقرون إلي الكفايات المادية.
وحول إقامة مهرجان دولي سينمائي في القاهرة أوضح “حقي”: إقامة هذا المهرجان تتطلب ميزانية قدرها 100 ألف جنيه. ومع هذا فنحن مصممون علي إقامة هذا المهرجان قريبا، لقد قررنا التعاون مع مصلحة الآثار والسياحة وغرفة صناعة السينما ومؤسسة الدعم وشركات السياحة والملاحة، وستساهم جميعها معنا في إقامة المهرجان.