خبير تخطيط: سد الاحتياجات المائية في مصر يتطلب تقليص الفجوة بين العرض والطلب
قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ورئيس المؤسسة العربية لعلماء الشباب، إن مصر تواجه العديد من التحديات فى توفير المياه اللازمة لكافة القطاعات المستفيدة، وذلك نتيجة لزيادة الإستخدامات مع ثبات الموارد المتاحة سنويا وزيادة عدد السكان، مع زيادة معدلات الفقر المائي وتناقص نصيب الفرد من المياه.
وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ورئيس المؤسسة العربية لعلماء الشباب لـ"الدستور"، أن التحدي الرئيسي الذي يواجه إدارة وتخطيط المياه في مصر حاليا، يتمثل فى كيفية الموازنة بين توفر المياه واستخداماتها، أي تقليص الفجوة بين العرض والطلب، على أسس مستديمة على المدى الطويل في مواجهة الطلب المتصاعد بأقل تكلفة مالية واقتصادية وبيئية دون إلحاق الضرر بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإلى نص الحوار..
كيف يمكن مواجهة زيادة الاحتياجات المائية وسد الفجوة الحالية؟
سد هذه الفجوة يتطلب إجراءات صارمة وإيجاد نوع من التوازن بين الموارد المتاحة والطلب عليها، وتطبيق إجراءات صارمة وفاعلة لإدارة الطلب، والاستفادة القصوى من موارد المياه غير التقليدية وهي التحلية والمياه المعالجة، وأيضا المحافظة على موارد المياه وضمان استدامتها وحماية مصادرها، من خلال المحافظة على الموارد المائية غير المتجددة، وتحقيق التغطية الشاملة لخدمتي المياه والصرف الصحي، وترشيد استهلاك المياه في جميع الاستخدامات، وتنمية الموارد المائية.
كما إن نظام إدارة المياه المتبع حالياً والذي يركز أساساً على جانب إدارة العرض يساهم بشكل كبير في استنزاف الموارد المائية وزيادة استنزاف مصادر الطاقة اللازمة لصناعة الموارد الغير تقليدية، ويؤدي بشكل عام إلى زيادة التكاليف الاقتصادية والمالية والبيئية. ولمواجهة الزيادة في معدلات الطلب المتسارعة.
ما الدور الذي تقدمه المؤسسة العربية لعلماء الشباب العرب للبحث العلمى في الموارد المائية؟
المؤسسة بحثية علمية أكاديمية تعمل في مجالات البحث العلمي المختلفة وترجمة نتائج البحث العلمي إلى مشاريع تخدم المجتمع لتحقيق اقتصاد المعرفة فى مصر، وأيضا تطوير المركز القومي لبحوث المياه إلى منارة علمية لصناعة البحث العلمي المائي في مصر والمنطقة العربية والإفريقية، وبما يضمن أن يتحول المركز إلى مصدر من مصادر دخل اقتصاد المعرفة للدولة المصرية.
كما نعمل في إطار خطة منهجية طويلة الأجل لإدارة البحث العلمي في مصر، وتقدمنا لتشغيل وإدارة مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الإسكان، تشمل مشروعات المؤسسة العربية لعلماء الشباب جامعة تكنولوجية بحثية متخصصة، وشركة لاقتصاد المعرفة وحاضنة أعمال تكنولوجية لخدمة المجتمع المصري.
حدثنا عن الدور الذي تلعبه المؤسسة في بناء القدرات العلمية لشباب العلماء في مصر؟
المؤسسة العربية لعلماء الشباب العرب مؤسسة بحثية علمية أكاديمية تأسست في القاهرة عام 2014 ومسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي في مصر تحت رقم 9483، تهتم المؤسسة بمجالات البحث العلمي المختلفة وترجمة نتائج البحث العلمي إلي مشاريع تخدم المجتمع لتحقيق اقتصاد المعرفة في مصر، وعقد الدورات التدريبية لدعم بناء قدرات الشباب وتشجيع الابتكار في جميع المجالات التي تخدم المجتمع، وكذلك تسهيل التفاعل والتعاون بين العلماء الشباب في مصر، والتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية، وتنظيم الندوات الثقافية وورش العمل للمساهمة في نشر المعرفة.
- طلبت المؤسسة حق انتفاع لتشغيل وإدارة المركز القومي لبحوث المياه.. ماذا يمكن أن تقدم للدولة؟
كما ذكرنا سابقا، فإن أحد الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة العربية لعلماء الشباب هو تخطيط وإدارة البحث العلمي، ونحن نرى أنه يجب تحويل المركز القومي لبحوث المياه في مصر إلى منارة دولية لصناعة البحث العلمي المائي في المنطقة العربية والإفريقية، لذلك تقدمت المؤسسة بعرض استحواذ للحصول علىحق انتفاع لتشغيل وإدارة المركز القومي لبحوث المياه والتابع لوزارة الموارد المائية والري، على أن تلتزم المؤسسة بكل واجبات المركز تجاه العاملين ومؤسسات الدولة وأن ينتقل إلى المؤسسة كل حقوق المركز تجاه تلك المؤسسات داخل وخارج مصر، وذلك من أجل تعظيم استخدام الموارد المائية المتاحة وإيجاد مصادر مائية بديلة غير تقليدية في مصر والحفاظ عليها من التلوث.
ما هو الهدف من التستحواذ علميا على المركز القومى للبحوث؟
في الواقع، تمتلك المؤسسة العربية لعلماء الشباب الخبرة الطويلة في إدارة البحث العلمي والابتكار والإمكانيات المتقدمة في تخطيط وإدارة الموارد المائية لتحويل المركز القومي لبحوث المياه إلى منارة علمية لصناعة البحث العلمي المائي في مصر والمنطقة العربية والإفريقية والوصول إلى مستوى علمي مرموق لترجمة نتائج البحث العلمي وتعظيم الموارد المائية المتاحة والمحافظة عليها من التلوث وإيجاد مصادر مائية بديلة غير تقليدية لتحقيق الإدارة المستدامة للموارد والقدرات، بما يضمن أن يتحول المركز من عبء على ميزانية الدولة المصرية إلى مصدر من مصادر دخل اقتصاد المعرفة للدولة.
وفى نفس النهج تقدمنا بطلب لتشغيل وإدارة مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الإسكان في إطار خطة منهجية طويلة الأجل لإدارة البحث العلمي في مصر.
- هل هناك مشروعات أخرى تعمل المؤسسة العربية لعلماء الشباب عليها؟
في الواقع، فإن المؤسسة هي الأولى من نوعها والتي تطبق وتنفذ مفهوم العلم لخدمة المجتمع، لذلك فهناك حزمة من المشاريع العلمية التطبيقية الضخمة تعمل عليها المؤسسة بمشاركة العديد من المؤسسات داخل مصر والمنظمات العلمية الإقليمية والدولية المانحة، وتقدمت المؤسسة لتخصيص قطعة أرض بمساحة 25 فدان لإنشاء جامعة تكنولوجية بحثية متخصصة، ستكون الأولي من نوعها في الشرق الأوسط، هناك أيضا شركة اقتصاد المعرفة للمؤسسة والتي تعمل في مجالات منها تجميع وتصنيع أغشية تحلية المياه، وتجميع وتصنيع الخلايا الشمسية، وتجميع وتصنيع أدوات الري الحديث والري الذكي.