«الألعاب النارية».. الاحتفال القاتل بالمناسبات ورمضان منها براء
مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، ومن بعده عيد الفطر المبارك تنشط تجارة الألعاب النارية المختلفة، إذ مازال هناك من يعتقد أن أحد وسائل الاحتفال بقدومه ومن بعده بعيد الفطر هي تلك الألعاب، وهو ما يفسر كثرة ضبط تجار هذه الألعاب الذين يبعونها جهارًا على الرغم من مخالفة ذلك قانونيًا.
في الساعات القليلة الماضية عثرت أجهزة الأمن بالقاهرة على مليون قطعة ألعاب نارية مختلفة الأحجام بحوزة أحد الأشخاص بقصد الإتجار بالجمالية.
أكدت معلومات وتحريات وحدة مباحث قسم شرطة الجمالية بمديرية أمن القاهرة قيام أحد الأشخاص مقيم بدائرة قسم شرطة دار السلام بمزاولة نشاط غير مشروع في مجال الإتجار بالألعاب النارية متخذاً من مخزن ملكه كائن بدائرة القسم مسرحاً لمزاولة نشاطه غير المشروع.
محمود كريم المحامي قال في حديثه "للدستور" أنه نص قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 بالمادة 102(أ) أنه يعاقب بالسجن المؤبد كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع مفرقعات أو مواد متفجرة أو ما في حكمها قبل الحصول على ترخيص بذلك، وتكون العقوبة الإعدام إذا وقعت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي.
وتابع أنه يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد، كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع بغير مسوغ، أجهزة أو آلات أو أدوات تستخدم في صنع المفرقعات، أو المواد المتفجرة أو ما في حكمها أو في تفجيرها.
كذلك أوضح محمود على أنه يعتبر في حكم المفرقعات أو المواد المتفجرة، كل مادة تدخل في تركيبها، ويصدر بتحديدها قرار من وزير الداخلية، مضيفًا أنه حسب القانون فقد قضت المحكمة فضلًا عن العقوبة المنصوص عليها بمصادرة محل الجريمة، والأراضي والمباني والمنشآت المستخدمة في الجريمة، ووسائل النقل المستخدمة في نقلها، وكذلك الأدوات والأشياء المستخدمة في ارتكابها، وذلك كله دون الإخلال بحقوق غير حسن النية.
وعن استخدام هذه الألعاب بشكل عام، واستخدامها احتفالًا بقدوم المناسبات الدينية بشكل خاص وفي السياق، كانت قد أوضحت دار الإفتاء في فتوى نُشرت على موقعها الرسمي أن المفرقعات النارية حرام شرعًا ولا يجوز استعمالها في الاحتفالات أو غيره، تحت أي مسمى.
كذلك قال الدكتور علي جمعة خلال أجابته لسؤال أحد المتابعين عما إذا كانت الألعاب النارية حلالًا أم حرامًا، أنّ الألعاب النارية تعد أحد أشكال الترهيب والترويع للمواطنين، وهذا ما نهى عنه الشرع، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي قال فيه: «مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا؛ لَمْ يُؤَمِّنِ اللهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
كما أكد أن استعمال الألعاب النارية يمثل إضاعة للمال، والذي يعتبر من التصرفات غير المستحبة، مشيرًا إلى أنه من سمات الرشد أن يحافظ المرء على ماله ويحسن التصرف فيه، ولا يقوم بصرفه فيما لا نفع منه ولا فائدة، وإنما الحرص على استعماله فيما يعود بالنفع على الإنسان، فهو أفيد له ولمن حوله.
من جانبه، أكد الدكتور محمد سامي استشاري الأمراض الصدرية في حديثه لـ"الدستور" أنه لا يجب على المواطنين الاستهانة بخطورة الألعاب النارية، موضحًا أنها لا تتوقف عند كونها من المتفجرات ضعيفة الانفجار بل أنها ولكونها تصنع من مواد كيماوية شديدة الاشتعال، وينتج اشتعالها العديد من الألوان والأصوات المدوية مما قد يسبب حدوث أخطار جمة نتيجة استخدامها.
وأكد سامي على أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، يعتبر من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين مشيرًا إلى أنها من أكثر المناطق الحساسة بجسم الانسان.
وتابع أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الانسان بشكل مباشر، مؤكدًا على أنه قد سجلت العديد من حالات الإصابات الخطيرة في العيون نتيجة استخدام هذه الألعاب، وتمثلت في حروق في الجفن وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر.