باحث: دول أوروبا أدركت خطورة تغلغل التيارات المتطرفة داخل أراضيها خاصة الإخوان
أكد طارق البشبيشي، الباحث في الحركات الإسلامية القيادي السابق المنشق عن الجماعة، أن التيار القومي للإخوان ينتشر بقوة داخل دولة النمسا فمنحها شكل وطبيعة خاصة في سياستها، مشيرًا إلى أن كل أوروبا تدرك خطورة تغلغل التيارات المتطرفة داخل أراضيها خاصة تنظيم الإخوان.
ولفت البشبيشي، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن المصالح والهيمنة على الدول العربية هي من تجعل أهم الدول في أوروبا من التغافل عن أنشطة التطرف فوق أراضيها، وهذا أمر شديد الخطورة عليهم وعلى العالم كله، موضحًا أن دول صغيرة أوروبية تدرك ذلك الخطر، وتتعامل معه بجدية لحماية أمنها القومي، لكن ليس لدول مثل النمسا تأثير كبير على بقية دول أوروبا.
وكشفت دراسة حديثة نشرها صندوق الإنداج النسماوي الحكومي، أكد أنه في كل مرة تقع فيها الجماعة ومؤسساتها تحت أعين السلطات في النمسا، يتكشف المزيد عما تزرعه من أفكار مدمرة في أوساط المجتمع، وكيف تحاول الهروب من أي مطرقة قانونية، مشيرة إلى أنها توصلت إلى أن الأفكار المتطرفة والمعوقة للاندماج، يزرعها الإسلام السياسي، في خطبه الموجهة للمصلين داخل المساجد والجمعيات الإسلامية في النمسا.
وبعد عقود من العمل الحر بدون قيود، وجدت الإخوان نفسها منذ عام 2019، تحت ضغط كبير آخذ في التوسع والتشدد في النمسا، إذ بدأ الأمر بحظر رموز الجماعة في النمسا في مارس 2019، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي في العام التالي، والذي يتولى دراسة وفحص أنشطة الجماعة، وكان له يد قبل أشهر قليلة في فتح تحقيق جديد ضد مساجد الإخوان في فيينا، بتهمة التحريض على الكراهية ونشر التطرف.
وفي نوفمبر 2020، نفذت الشرطة النمساوية مداهمة هي الأولى من نوعها ضد جماعة الإخوان في أوروبا، واستهدفت مقرات في 4 ولايات نمساوية، وفتحت تحقيقًا قانونيًا في أنشطة الجماعة وعلاقتها بالإرهاب، لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ دشنت النمسا آلية تعاون على المستوى الأوروبي عبر مؤتمرين لمكافحة الجماعة، في 2021 و2022، أسفرا عن تعاون عابر للحدود في رصد أنشطة الإخوان، بين فرنسا والنمسا وبلجيكا والدنمارك.