منها ديوان «الرأس المقطوع».. صدور الأعمال الكاملة للشاعر «أنسى الحاج»
صدر حديثا عن منشورات المتوسط، المجلد الأول من الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج (2014-1937) صاحب ديوان (لن)، وهو ديوانه الأول الصادر عام 1960، والذي كان بمثابة الصرخة الشِّعْرِيَّة الأولى التي أعلنت ولادة قصيدة جديدة.
يضم المجلد الأول من الأعمال الكاملة ــ والواقع في 544 ــ صفحة من القطع الوسط، مجموعات أنسي الحاج الشعرية الستة: «لن»، و«الرأس المقطوع»، و«ماضي الأيَّام الآتية»، و«ماذا صنعتُ بالذهب، ماذا فعلتُ بالوردة»، و«الرسولة بشَعْرها الطويل حتَّى الينابيع»، و«الوليمة».
وبحسب الناشر في مقدمته، عن سبب نشر أعمال أنسي الحاج الكاملة الآن، فيقول: "شكَّل أُنسي الحاج حالة نادرة في تاريخ الشِّعْر العربي، مثل طفرة جِينية من داخله، لكنه ربَّما جاء في الزمن الخطأ أو قبل أوانه أو بعده. لا يمكننا التثبُّت من ذلك، ولكنَّا نحلم مثلما كان يحلم هو، لذا نُعيد نشر أعماله الآن، وأملنا أن نلفتَ انتباه الأجيال الجديدة لها وله، أنسي الحاج شعلة النار التي اتَّقدت في ستِّينيات القرن الماضي، والتي لا تزال متوهِّجة تحت أوراق الخريف.
لعلَّنا نجد جواباً عن سؤاله: "أمامَ أمواجِ السُّمِّ التي تُغرِقُ كلَّ محاولةِ خروجٍ، وتكسرُ كلَّ محاولةٍ لكسرِ هذه الأطواقِ العريقةِ الجذورِ في السُّخف، أمامَ بعثِ رُوحِ التَّعصُّبِ والانغلاقِ بعثاً مُنظَّماً شاملاً، هل يُمكنُ محاولةٌ أدبيَّةٌ طَريَّةٌ أنْ تتنفَّس؟"
ضم المجلد أيضاً، بيوجرفي مطولاً عن الشاعر بعنوان أنسي الحاج شاعراً وناثراً، جاء فيها:
"كان الشِّعْر العربي في العام 1960 لا يزال يعيش ثورة النظام التفعيلي، وكانت النزعة القومية العربية والسورية والوطنية، تدعو إلى الشِّعْر الملتزم رمزياً وجماهيرياً، عندما اكتشف أنسي الحاج قصيدته الجديدة، قصيدة النَّثْر المُشبَعَة بما يُسمِّيه بودلير «الطاقة الموسيقية» و«المادَّة النغمية» و«حركات النفس».
اكتشف أنسي الحاج حينذاك اللغة المغرقة في الجحيم الديونيزي وفي «الجمالية المتشنِّجة»، اللغة النقية والغريبة، المضطربة والصافية، اللغة التي تتناغم فيها المتناقضات، وتتآلف فيها عناصر الحياة والحلم، الخارج والباطن.
غير أن هذا الشاعر المتمرِّد على الماضي المندثر والقِيَم الثابتة، عرف كيف يكون خير وارث للمدرسة الجمالية التي كانت نشأت في المقلب الأخير لعصر النهضة. وعرف أيضاً كيف يجمع بين لحظة الهدم ولحظة البناء، ناسجاً عالمه الجديد، بحسب ما تفترض المخيِّلة الخلَّاقة واللعنة المقدَّسة والتناغم الخفيّ."